خاص| سباق استيطاني لتهجير البدو في الضفة... 70 تجمعاً أُخلي منذ السابع من أكتوبر

2025-08-11 14:01:33

تتواصل اعتداءات المستوطنين على التجمعات البدوية في الضفة الغربية، ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تهجير السكان والاستيلاء على أراضيهم. هذه الاعتداءات، التي تترافق مع توسع في إقامة البؤر الاستيطانية، أجبرت عشرات العائلات على الرحيل قسراً، وسط حماية وإسناد واضحين من جيش الاحتلال للمستوطنين.

و قال منسق اللجان الشعبية في الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان سهيل السلمان، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن وجود المستوطنين بجوار التجمعات البدوية ليس محض صدفة، بل يأتي ضمن استراتيجية واضحة تتبناها حكومة الاحتلال.

وأوضح أن الاعتداءات على الفلسطينيين تتصاعد باستمرار، وكذلك إقامة البؤر الاستيطانية، حيث وصل عدد البؤر الاستيطانية الرعوية الجديدة، التي أُنشئت بعد السابع من أكتوبر، إلى 37 بؤرة، تسيطر على نحو 129 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية، أي ما نسبته 14% من مساحتها.

وبيّن السلمان أن هذا الاستيطان يسيطر على ثلاثة أضعاف المساحات التي أقيمت عليها المستوطنات منذ عام 1967 وحتى اليوم.

وأشار إلى أن الهدف من ذلك هو الاستيلاء على الأرض وإفراغها من سكانها، مستشهداً بما جرى في تجمع عرب المليحات الشهر الماضي، حيث تم إخلاء التجمع الذي كان يحمي 50 ألف دونم، رغم وجود قرار من محكمة الاحتلال بعودته، إلا أن الاعتداءات المستمرة من المستوطنين حالت دون ذلك.

وأضاف أن الاعتداءات لم تعد تطال الممتلكات والمواشي فقط، بل وصلت إلى تهديد حياة المواطنين بشكل مباشر، ما يجعلهم يرحلون قسراً عن أراضيهم.

وأكد أن هذه السياسة تشترك في تنفيذها مختلف أذرع الاحتلال، من القضاء والكنيست إلى جيش الاحتلال، الذي يتدخل عادة لصالح المستوطنين ويعتقل الفلسطينيين، حتى وإن كانوا في بيوتهم.

وقال السلمان: "دولة الاحتلال في سباق مع الزمن لفرض وقائع على الأرض، فهناك سياسة إبادة جماعية وتجويع في غزة، وسياسة تهجير وترحيل في الضفة عبر اعتداءات المستوطنين".

وأوضح أن معظم سكان التجمعات البدوية يضطرون للرحيل خوفاً على حياتهم، كما حدث في تجمع عرب الجهالين في منطقة دير عمار، الذين عاشوا هناك منذ أكثر من 40 عاماً.

وأضاف أن كل أسرة اضطرت للتوجه إلى مكان مختلف لغياب البديل، مبيناً أن الرجال في هذا التجمع توقفوا عن العمل خلال الشهر الأخير لحماية أسرهم وممتلكاتهم.

وكشف السلمان أن نحو 70 تجمعاً فلسطينياً في الضفة أُخلي قسراً منذ السابع من أكتوبر، تركزت في جنوب الخليل وشرق وشمال غرب رام الله، إضافة إلى مناطق نابلس والأغوار. وأكد أن المستوطنين يستهدفون التجمعات الصغيرة أولاً، ثم يتوسعون إلى القرى الأكبر.