خاص| الأسرى يواجهون الجرب والإهمال الطبي… ونادي الأسير: الزنازين تحولت إلى مقابر حية
في ظل اكتظاظ الزنازين وغياب الرعاية الطبية، تتفاقم معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وسط انتشار كبير لمرض الجرب (السكابيوس) وحرمانهم من أبسط الحقوق الإنسانية، في وقت يلتزم فيه العالم الصمت وتغيب الحلول الفورية.
وفي حديث خاص لـ"رايــة"، كشف مظفر ذوقان، مدير نادي الأسير في نابلس، عن شهادات خطيرة وثقتها الطواقم القانونية، تعكس حجم الانتهاكات المتصاعدة بحق الأسرى.
وقال ذوقان إن محامي نادي الأسير وثّقوا خلال زيارتهم الأخيرة لسجن "عوفر" شهادات تؤكد انتشار مرض الجرب بشكل واسع، مع تعمد إدارة مصلحة السجون إبقاء المصابين مع الأصحاء، ما يرفع من رقعة العدوى، في ظل انعدام النظافة وتقاسم الأسرى للأغطية والأواني ودورات المياه.
وأوضح أن كل 12 أسيرًا يحصلون على عبوة شامبو واحدة لا تكفي لثلاثة أشخاص، فيما لا تتجاوز مدة الاستحمام المسموح بها دقيقة واحدة للأسير، ولا تُتاح يوميًا، إضافة إلى حرمانهم من التهوية وأشعة الشمس ومنع "الفورة" منذ أكثر من شهر في بعض الأقسام بحجة انتشار المرض.
وأشار ذوقان إلى أن الزنازين تحولت إلى "أفران" بفعل ارتفاع درجات الحرارة وانعدام وسائل التهوية ونقص الملابس، مع اكتظاظ شديد، دون أي إجراءات طبية حقيقية.
وأضاف أن سياسة الإهمال الطبي مستمرة منذ ما قبل السابع من أكتوبر، لكن ما بعد ذلك التاريخ شهد تصاعدًا انتقاميًا، حيث ارتقى أكثر من 76 أسيرًا شهداء خلف القضبان، أغلبهم نتيجة الإهمال الطبي المتعمد.
وبيّن أن الأسرى يعانون أيضًا من الإهانات المتواصلة، حيث يُجبرون أثناء العدّ على الركوع برؤوس بين أقدامهم، ويتعرضون للضرب المبرح في حال النظر نحو السجانين، فضلًا عن سياسة التجويع القاتلة، إذ يُقدم لهم طعام قليل وسيئ النوعية، بالكاد لإبقائهم على قيد الحياة.
وتطرق ذوقان إلى منع الاحتلال منذ اليوم الأول للعدوان على غزة دخول الصليب الأحمر إلى السجون أو متابعة أوضاع الأسرى، واصفًا صمت المنظمة بأنه "تواطؤ وشراكة مع الاحتلال".
وانتقد عدم إصدار الصليب الأحمر أي تقرير يوضح منعه من الزيارة، معتبرًا ذلك أضعف الإيمان لإخلاء مسؤوليته أمام الشعب الفلسطيني وذوي الأسرى.