خاص| مزارعو قلقيلية بين نار الاحتلال وشحّ المياه: معاناة يومية وموسم زيتون مهدد

2025-08-13 15:09:34

يواجه المزارع الفلسطيني معاناة مضاعفة في ظل حرارة الصيف المرتفعة وقلة الأمطار هذا العام، إلى جانب الاعتداءات المستمرة من قبل جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين، والتي تزيد من صعوبة الوصول إلى الأراضي الزراعية وجني المحاصيل.

أكد المزارع نافذ بشير، في حديث خاص لـ"رايــة"، أن معاناة المزارع الفلسطيني تبدأ منذ ساعات الصباح الأولى وتمتد طوال اليوم، حيث يواجهون اعتداءات متكررة من جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين، إضافة إلى ضعف المساعدات المالية والعينية المقدمة لهم.

وأشار بشير إلى أن موسم الأمطار هذا العام كان شحيحًا، إذ لم تتجاوز نسبته 50% من المعدلات المعتادة، ما زاد من صعوبة الزراعة، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة. لكنه شدد على أن "المعاناة الأكبر هي من الاحتلال الذي يمنعنا من الوصول إلى أراضينا، سواء لحراثتها أو تقليم أشجار الزيتون أو جني الثمار".

وأوضح أن كثيرًا من المزارعين لا يتمكنون من الوصول إلى أراضيهم إلا مرة واحدة في الموسم، وأحيانًا لا يتمكنون من ذلك إطلاقًا. وأضاف: "هذه معاناة قديمة ومستمرة، ونأمل أن تنتهي بزوال الاحتلال".

وتطرق بشير إلى قرب موسم قطف الزيتون الذي يبدأ بعد نحو شهر ونصف، مؤكدًا أن التحضيرات تجري وسط ضعف كبير في الدعم المقدم للمزارعين.

وقال: "الموسم الماضي كان جيدًا رغم الصعوبات، لكن الاحتلال والمستوطنين منعوا العديد من المزارعين من الوصول إلى محاصيلهم، فبقي الزيتون على الأشجار".

وبيّن أن الموسم الحالي أقل وفرة من العام الماضي، وأن المساعدات شبه معدومة، لا من وزارة الزراعة ولا من المؤسسات الإغاثية. وأوضح أنه رغم محاولاته التواصل مع مديرية الزراعة والمجالس القروية، إلا أن الدعم لم يصل فعليًا على أرض الواقع.

وأشار إلى أن إغلاق الطرق حال دون رش المبيدات للأعشاب في الوقت المناسب، ما جعل المساحات المزروعة تتضرر، إضافة إلى انتشار الحرائق التي أتت على مئات أشجار الزيتون، خاصة قرب المستوطنات حيث يمنع الاحتلال الوصول.

وفيما يتعلق بموسم الجوافة، أوضح بشير أن القرى الشرقية في قلقيلية لا تزرعها بسبب شحّ المياه، حتى مياه الشرب لا تكفي السكان. أما القرى الغربية، فتشتهر بزراعة الجوافة، مشيرًا إلى أن الموسم الحالي ما يزال في بدايته، وأن الكميات المطروحة في الأسواق قليلة وأسعارها مرتفعة.