الغرور والتطرف الإسرائيلي والازدراء للقيم الإنسانية

2025-08-17 20:04:22

تصريحات بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء دولة الاحتلال تمثل إعلانا واضحا عن نيتها في مواصلة العدوان على أراضي الدول المستقلة وتأتي تصريحاته بشأن ما يسمى مشروع «إسرائيل الكبرى» ضمن الانتهاكات الجسمية والمستمرة للقانون الدولي والجرائم «الشنيعة» التي ترتكبها حكومة الاحتلال لا سيما الاستمرار بممارسة الإبادة الجماعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة .

اعتراف رئيس وزراء حكومة الاحتلال المجرم بنيامين نتنياهو سفاح غزة قاتل الأطفال بأنه يحمل (مهمة تاريخية وروحية) لتحقيق هذه الفكرة الشريرة من النيل إلى الفرات، هو دليل واضح على نية فاشية لدى صناع القرار الإسرائيلي لانتهاك ومهاجمة وحدة أراضي وسيادة دول المنطقة والهيمنة على الدول الإسلامية، وأن اعترافات نتنياهو يجب إدانتها بشدة من قبل الأمين العام للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وجميع الحكومات، باعتبارها انتهاكًا صارخًا لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي .

وقال بنيامين نتنياهو في مقابلة مع قناة «آي 24» إنه يشعر بأنه في «مهمة تاريخية وروحية، وأنه «مرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى» ويهدف بذلك الى اقتطاع أجزاء من دول عربية وعلى حسب المزاعم الإسرائيلية وما تشير إليه معتقداتهم الفكرية تشمل ما يحلو لهم تسميتها بإسرائيل الكبرى مناطق تضم الأراضي الفلسطينية المحتلة وجزءا من الأردن ولبنان وسوريا ومصر وتحتوي العملة الإسرائيلية من فآه الأغورة الشيقل الإسرائيلي الجديد خارطة تجسد طموحات دولة الاحتلال بإقامتها لما يسمى بدولتهم المزعومة في غطرسة وعنجهية فارغة وتصريحات استعمارية مفضوحة تعد انتهاكا صارخا للقانونيين الدولية وتشكل تهديدا مستفزا غير مقبول لشعوب المنطقة وللسلم والأمن الإقليمي وتقوض أسس النظام الدولي القائم على احترام السيادة للدول وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها .

في ظل ممارسة حرب الإبادة وتصعيد أدوات تنفيذها عبر الإعلان عن احتلال كامل قطاع غزة واستمرار الوضع الكارثي وفرض الجوع والعطش تأتي مزاعم التصريحات الأخيرة لرئيس حكومة الاحتلال نتنياهو التي قال فيها إن جيشه يمكنه قصف غزة كما قصفت مدينة درسدن الألمانية في الحرب العالمية الثانية حيث يكشف عن عقلية الغرور والتطرف وازدراء واضح للقيم الإنسانية والقانون الدولي الإنساني .

ويكفى وفي هذا المجال أن نشير إلى أن عدد النساء والأطفال الذين استشهدوا في قطاع غزة يفوق أضعاف ضحايا مدينة درسدن الألمانية، وأن حجم القنابل التي ألقيت على غزة يتجاوز أضعاف ما ألقي على تلك المدينة خلال الحرب العالمية الثانية، ويعكس اختيار نتنياهو لمدينة درسدن رمزا للإبادة والجريمة حجم التطرف والحقد والقتل ويمثل مؤشرا خطيرا على مستوى الانحطاط الأخلاقي والسياسي الذي بلغته حكومته في محاولة منها لخداع العالم بعد أن كشف زيفها ومضمون رسالتها الإعلامية الخادعة الكاذبة والمضللة .

وتشكل هذه التصريحات تحريضا مباشرا على ارتكاب مزيد من الجرائم واعترافا ضمنيا بالمسؤولية عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وهو ما يستدعي موقفا دوليا حاسما إزاء تصريحاته، وما كان لمثل هذا التبجح والغرور والتطرف أن يكون بدون الحصانة والوصاية الأميركية التي تدعم وتحمي مواقف حكومة اليمين المتطرفة .

يجب على المجتمع الدولي التحرك لوقف هذا الجنون من التطرف والفاشية وفرض العقوبات وعزل حكومة الاحتلال واتخاذ إجراءات جادة وفورية من قبل الدول العربية والإسلامية لتقديم المساعدة بشكل عاجل وسريع الى سكان غزة والتصدي لسياسات الاحتلال والفصل العنصري ووقف الإبادة الجماعية وملاحقة ومعاقبة القتلة المجرمين من قادة الاحتلال الإسرائيلي المجرم .