مؤسسة ياسر عرفات تحيي ذكرى أبو الدبلوماسية الفلسطينية المعاصرة فاروق القدومي

2025-08-18 15:19:14

أحيت مؤسسة ياسر عرفات، اليوم الإثنين 18/08/2025 ذكرى ميلاد أبو الدبلوماسية الفلسطينية المعاصرة فاروق القدومي "أبو اللطف"، في قاعة المنتدى بمتحف ياسر عرفات.

وبدأت الفعالية بالنشيد الوطني الفلسطيني، والوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على روح الرئيس الراحل ياسر عرفات ورفيق دربه أبو اللطف الذي ارتقى للعلى في 22/08/2024، وجميع شهداء فلسطين.

وفي كلمة مؤسسة ياسر عرفات التي ألقاها د. أحمد صبح رئيس مجلس الإدارة قال: "من قاعة المنتدى وبالقرب من ضريح الرئيس المؤسس ومن خندقه الأخير تقوم المؤسسة بإحياء ذكرى ميلاد أب الدبلوماسية الفلسطينية المعاصرة فاروق القدومي "أبو اللطف"، وقد أحيت 16 كوكباً من شهداء هذا الوطن ببرنامج رفاق الدرب للعام الرابع على التوالي، كما تعمل المؤسسة في هذا البرنامج على جعل تاريخ هؤلاء القادة نموذجاً لأبنائنا وأحفادنا، موجهاً التحية لأبناء شعبنا في جميع أماكن تواجده.

وأضاف قائلاً: "إن أبو اللطف إستاذي ومعلمي ومعي الكثيرين ممن عمل في الدبلوماسية الفلسطينية، مشيراً إلى أن هناك قادة يتركون بصمات لا تُمحى وهناك من يترك أثراً وطنياً كبيراً".

وركز صبح في كلمته على مسيرة أبو اللطف التي بدأها من جينصافوط متنقلاً إلى يافا، ونابلس، وعمان، والسعودية، والقاهرة، وليبيا، والكويت، ومن ثم التفرغ في الأردن، مضيفاً إن أبو اللطف تأثر بالفكر القومي واقترانه بأسماء على مستوى الوطن العربي أمثال كمال سعد الدين، عبد الله الريماوي، أحمد السبع، مشيراً إلى أن أبو اللطف إلتقى بأبي عمار وأبي جهاد وأبي إياد وأبي الأديب وأبي مازن أثناء دراسته في القاهرة، وعاد إلتقى بهم أثناء عمله في وزارة الصحة بالكويت.

واستذكر صبح بعض أعمال أبو اللطف، بأنه كان مؤسساً وعضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح منذ عام 1965 وبعد المؤتمر السابع أصبح عضواً في اللجنة المركزية لمدى الحياة.

كما استذكره قائلاً: "إن فاروق القدومي واسمه الحركي "بشير المغربي" طلبه حافظ الأسد ليحاوره من أجل إطلاق سراح أبو عمار وأبو جهاد عام 1966، كما كان مع أبو إياد عند اعتقالهما في الأردن عام 1970، وشارك في معركة الكرامة، كما شارك في قمة بيروت عام 2002 أثناء حصار الرئيس أبو

عمار، وكذلك الأمر في قمة عدم الإنحياز كولالمبور 2003. وأضاف، إن فاروق القدومي كان عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير منذ عام 1969 رئيساً لدائرة التنظيم الشعبي، قبل ترأسه الدائرة السياسية، مشيراً إلى ارتباط اسمه بالدائرة السياسية لمنظمة التحرير بين الأعوام 1973 حتى عام 2009.

وأضاف صبح على المستوى الشخصي عملت معه لأول مرة عام 1981 في سفرنا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أيضاً رافقته إلى جنوب إفريقيا وكولومبيا وماليزيا، كما استقبلته في المكسيك والبرازيل عندما كنت سفيراً وممثلاً لمنظمة التحرير، مؤكداً على أن هذا الإحياء يأتي تكريماً ووفاءاً له، ولما قدمه لفلسطين وقضيتها.

بدوره ثمن عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، دور مؤسسة ياسر عرفات وما تقوم به من ترجمة لما يُحبه ياسر عرفات لو كان على قيد الحياة بإعطاء الحق لرفاق دربه بأن يأخذوا حقهم حتى في غيابهم، مشيراً أيضاً إلى أن المؤسسة بالفيلم الذي عرضته لم تترك شيئاً عن أبو اللطف ولم تقله فأوجزت حياته كلها.

وأضاف إن أبو اللطف ليس قائد فلسطين عادي وإنما مدرسة وصاحب باع طويل في دفاعه عن فلسطين جسوراً لا يهاب أحد عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.

وتابع زكي، إن أبو اللطف من الأوائل الذين صاغوا مبادئ حركة فتح وله دور كبير في الاتحادات الطلابية والعمالية، وكان مرآة الشعب الفلسطيني في تصرفاته التي عمل به وعليها.

وأشار إلى حرص أبو اللطف على الحصانة الوطنية بدلاً من أي امتيازات قيادية مفتخراً بانتمائه الوطني الكبير النابع من الإنسان الفلاح القريب من الناس المُحب المحكوم بمارسات تليق به كابن فلسطين.

وأكد زكي على أن الأخ فاروق القدومي لعب دوراً كبيراً في المصالحة الوطنية ولمّ الشمل الفلسطيني، لأنه مؤمن أن الوحدة وسدّ الثغرات تمكننا من الوصول لأهداف مشروعنا الوطني.

وفي نهاية كلمته قال عباس زكي: "أفتخر بأن تكون لدينا قيادة أمثال أبو اللطف وأبو عمار وأبو جهاد وأبو إياد وغيرهم لأنهم منحونا الكثير كي نحمي أنفسنا ونحمي قضيتنا من الضياع".

من جهته، ألقى كلمة العائلة نجله د. رامي القدومي سفير دولة فلسطين في تونس بدأها بالترحم على شهداء غزة وفلسطين جميعاً، قائلاً: "فاروق القدومي الأب الذي اختصر فلسطين في قلبه وليس سهلاً علي أن أوصفك ببضع كلمات، لأنك لم تكن مجرد أب، بل شيئاً أكبر وأعظم وأثقل من أن تُحمل على الأكتاف وتُرثى بالقصائد، كنت لنا ولكل من عرفك وطناً ناطقاً، وفلسطينياً تسير بيننا وحلماً يمشي على قدميه يخيف العدو بابتسامته الهادئة".

وأضاف، في البدايات التحق والدي بالجيش الأردني وعمل بعدها بشركة آرامكو في السعودية قبل التعليم، ومن ثم التحق بالجامعة الأمريكية في القاهرة لتبدأ مسيرته في مصر ويطلق ورفاقه الشرارة الأولى للثورة مع ياسر عرفات وخليل الوزير وصلاح خلف الذين رسموا الطريق، وكان أحد المؤسسين، باسمه الحركي "بشير المغربي"، وجزءاً لمن صاغوا العلاقات الدولية لفلسطين.

وقال د. رامي، إن والدي تولى رئاسة الدائرة السياسية في منظمة التحرير عام 1973 بعد استشهاد أبو يوسف النجار، وحمل لواء الدبلوماسية الفلسطينية لعدة عقود ومزج بين العمل الثوري والعمل السياسي، ونقل قضيتنا الفلسطينية للعالم أجمع بحنكته السياسية، مشيراً إلى أن المنظمات الدولية شهدت بحنكته السياسية، مشيراً إلى أن فيديل كاستروا أعطاه وساماً وأطلق عليه لقب جيفارا فلسطين، إذ أنه لم يكن دبلوماسياً تقليدياً بل ثائراً مفاوضاً مشتبكاً.

واستذكرا القدومي بعض المواقف التي حصلت مع والده منها، أثناء مؤتمر الإشتراكية الدولية الذي انعقد ببداية الألفية وبعد كلمة شيمعون بيريس سحب المايكروفون مهاجماً له بعدما هاجم الرئيس الشهيد ياسر عرفات سارداً الأكاذيب حول التسوية السياسية، والموقف الجريء في القمة العربية عام 2002 بعد منعهم كلمة الرئيس عرفات، أعلن انسحاب الوفد الفلسطيني المشارك.

وقال د. رامي إن والدي كان رافضاً لأوسلو كما رفض العودة إلى أرض الوطن إلا بوجود سيادة فعلية للشرطة الفلسطينية على المعابر والحدود، وفضل البقاء في الخارج ليحمل الفكر والرواية الوطنية من تونس إلى عمان.

وأشار القدومي عن منح مؤسسة ياسر عرفات جائزة ياسر عرفات للإنجاز عام 2020 لوالده تكريماً ووفاءاً وإخلاصاً له ولما قدمه للقضية الفلسطينية.

وعاهد رامي ومعه أخيه الأكبر لطف وأبنائهم أنهم لن يتخلوا عن المبادئ التى زرعها فيهم وسيواصلون خطى والدهم، شاكراً مؤسسة ياسر عرفات على الجهود الجميلة في إحياء ذكرى رفاق درب الرئيس الرمز ياسر عرفات .

وتخلل الفعالية، عرض فيلم وثائقي عن حياة أبو اللطف بعنوان أبو الدبلوماسية الفلسطينية المعاصرة ومعرض صور عن سيرته.

وحضر الفعالية أعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح، وعدد من أعضاء المجلس الثوري لحركة فتح وبعض السفراء وحشد من الجمهور.