هل تنجح الصفقة؟

2025-08-19 11:14:05

نقترب من إبرام صفقةٍ نضجت على نارٍ لاهبة، أذكتها مناورة الجيش الإسرائيلي بالعتاد الحي على غزة، ومدّها بالوقود الرئيس ترمب الذي دعا إسرائيل إلى حسم الحرب بإنهاء وجود حماس، كوسيلة يراها الأفضل لتحرير المحتجزين.

دائماً تكون فرص نجاح أي صفقة تتراوح بين الخمسين بالمائة والخمسين بالمائة الأخرى، أي أن احتمالات فشلها موازية لاحتمالات نجاحها، إلا أن الثابت الوحيد في كل ذلك هو سياسة إسرائيل، واتفاقها مع أمريكا وآخر طبعةٍ لهذه السياسة هي استعدادها للموافقة على ما تستطيع تحصيله، إمّا بصفقةٍ جزئية على طريقة ويتكوف وإما بصفقة كاملة وأيضا على طريقة ويتكوف، وهنا يمكن اختصار وصف الموقف الأمريكي الإسرائيلي المشترك، بعبارةٍ موجزة.. تعددت السيناريوهات والأهداف واحدة.

قنبلة إسرائيل الكبرى... لماذا؟

فجّر نتنياهو قنبلة إسرائيل الكبرى بدافع انتخابي، فهو لن يجرؤ على أخذ قبضة رمل من أرض سيناء المصرية، ولا متراً واحداً من الأرض الأردنية، ولكنه وجد من يشتري هذه البضاعة، لزيادة ناخبيه وهو في هذه الحالة يشبه سموتريتش الذي سجّلت استطلاعات الرأي تراجعاً في فرصه بالنجاح في الانتخابات القادمة. فذهب إلى الادعاء بأنه أطلق الرصاصة الأخيرة على جسد الدولة الفلسطينية حين وعد بإنجاز المشروع الاستيطاني E1 الذي يفصل شمال الضفة عن جنوبها، كما أنه يشبه كذلك بن غفير الذي اقتحم زنزانة مروان البرغوثي لالتقاط صورة تخاطب غرائز ناخبيه وتستقطب أصواتهم،

قنبلة نتنياهو سواء كانت حقيقية أم دخانية أم انتخابية، فقد سممت أجواء المنطقة وزادت من عزلة إسرائيل على مستوى العالم.

الانتقام المضاد لتسونامي الاعتراف

فقدت إسرائيل صوابها، وزير خارجيتها ساعر يقترح على الحكومة معاقبة جميع الدول التي اعترفت وستعترف بالدولة الفلسطينية، وكأنه يريد التصدي للتسونامي الدولي ويوقفه بمجرد تهديده اللفظي وحتى الفعلي للدول.

الحقيقة السياسية تقول.. إن إسرائيل إذا ما نفذت تهديداتها للدول الكبرى التي اعترفت أو ستعترف، فهي الخاسرة خصوصاً وأن الدول التي وضعها وزير الخارجية ساعر على قائمة العقوبات هي في الأصل دولٌ أرضعت إسرائيل طويلاً، ووفرت لها ولتوسعها شبكة أمانٍ مكّنتها من مواصلة احتلالها واستيطانها لسنواتٍ طويلة، هذه الدول لم تعد تتلقى أوامر من إسرائيل كيف تتصرف في أمور تقع في صلب سيادتها، بل هي الآن من يصدر الأوامر لإسرائيل كي تتعقل.