محلل سياسي لراية: غزة والمنطقة أمام 3 سيناريوهات حاسمة خلال المرحلة القادمة

2025-08-21 09:31:44

قال المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية في الجامعة العربية الأمريكية، د. أيمن يوسف في حديث خاص لـ"رايـة"، إن الموقف الأمريكي الداعم لدولة الاحتلال لم يعد مجرد انحياز تقليدي، بل بات جزءًا من مشروع استراتيجي لإعادة تشكيل المنطقة، في ظل تقارب كبير بين المقاربة الأمريكية والإسرائيلية.

وأوضح يوسف  أن الولايات المتحدة، التي كانت تاريخيًا تؤثر في السياسات الإسرائيلية، أصبحت في السنوات الأخيرة أكثر تأثرًا بالمقاربات الإسرائيلية، خصوصًا مع صعود اليمين في كلا البلدين بزعامة ترامب ونتنياهو.

وأضاف يوسف : "إسرائيل اليوم لاعب مهم ومؤثر في الملفات الإقليمية، من القضية الفلسطينية إلى سوريا ولبنان واليمن وإيران، بل تكاد تكون المحرك الأساسي للسياسة الأمريكية في المنطقة."

وعن الموقف الأوروبي، قال يوسف: "الاتحاد الأوروبي تاريخيًا اكتفى بالدور الاقتصادي ولم يمتلك رؤية سياسية واضحة. أوروبا ما زالت عاجزة عن التأثير في ظل رغبة إسرائيل في أن تبقى واشنطن اللاعب الوحيد، لكن أصواتًا أوروبية بدأت تتعالى مؤخرًا من دول مثل إيرلندا وإسبانيا والنرويج، مطالبة بتغيير جذري في السياسات الخارجية."

وفي ما يتعلق بالسيناريوهات المحتملة لمستقبل غزة والمنطقة، أشار د. أيمن إلى ثلاثة مسارات رئيسية:

السيناريو الأول: استمرار التصعيد والمواجهات المتدرجة في غزة والضفة الغربية، بدافع مصالح سياسية وانتخابية لليمين الإسرائيلي الذي يستغل الدم الفلسطيني كجزء من دعايته الانتخابية.

السيناريو الثاني: التوصل إلى تسوية إقليمية شاملة برعاية أمريكية، يكون الملف الفلسطيني جزءًا منها مقابل التطبيع العربي واندماج إسرائيل في المنطقة.

السيناريو الثالث: استمرار حالة "لا حرب ولا سلم"، مع مواجهات متقطعة، وهدنات تكتيكية، وتبادل أسرى، دون التوصل إلى حل شامل.

وأضاف: "المعركة مع إسرائيل واليمين الاستيطاني ممتدة في المرحلة المقبلة، خلال الأيام والأسابيع وحتى السنوات القادمة."

وحول قدرة المجتمع الدولي على لعب دور مختلف، قال يوسف في حديثه لـ"رايــة": "أمريكا ما زالت اللاعب المركزي عالميًا، لكنها ليست وحدها. هناك تحولات بطيئة لكنها مهمة في ميزان القوى الدولي، لصالح القضية الفلسطينية، على المستوى الأخلاقي والإنساني والقانوني. أكثر من 160 دولة تعترف بدولة فلسطين، لكن الأمر يحتاج إلى تفعيل أدوات فلسطينية وعربية حقيقية، وإلى توحيد الخطاب السياسي الفلسطيني."