هل الصفقة على الأبواب؟

2025-08-22 11:34:50

لا فرق كبير بين الصفقة الجزئية التي اقترحها الوسطاء ووافقت عليها حماس، وبين الصفقة الشاملة التي يفضلها نتنياهو.. والتي كانت في الأصل مقترحاً حمساوياً.

نتنياهو حين يكون مضطراً يقبل الجزئي ويمضي فيه، وقد حدث ذلك كثيراً في الماضي، ذلك يتوقف على حساباته بشأن هدفه الأساسي وهو البقاء في سدة الحكم حتى اليوم الأخير لولايته الراهنة، مع حرصٍ شديدٍ على أن يحقق نصراً ظاهراً يساعده على تجديد ولايته ما أمكن.

الآن هو في انتظار تحديد مكان وزمان المحادثات من قبل الوسطاء، فقد أتم الاستعدادات لاحتلال غزة، ليتسنى له وضع حماس والجميع أمام أمرٍ واقعٍ يفضي في نهاية الأمر إلى خلاصة ميدانية تمكنه من تصدير صورة نصرٍ للجمهور الإسرائيلي، قوامه إطلاق سراح المحتجزين جميعاً، وتجريد قطاع غزة من السلاح، وإنهاء حماس في غزة حكماً ووجوداً.

لا مانع لدى نتنياهو من دمج المؤقت بالنهائي، وهذا ما يفعله الآن من خلال تفضيله الذهاب إلى صفقةٍ نهائية، وبذلك وبعد أن استقرت الكرة في مرماه لأيامٍ قليلةٍ بعد موافقة حماس على مقترح الصفقة الجزئية، يعيد نقل الكرة إلى مرمى حماس.

الوسطاء سوف يواصلون العمل، فإن تمكنوا من إحراز صفقة جزئية، وفق مقترحهم الأخير فهذا ما يفضلونه بالفعل، وإن أصرّ نتنياهو على صفقةٍ واحدة شاملة ونهائية، فلا مانع لديهم من الشروع في مفاوضات حول هذه الصفقة، وستكون هذه المرة هي الأصعب والأكثر تعقيداً وذلك بفعل اشتراط نتنياهو أن تكون الصفقة النهائية مستوفية للشروط الخمسة التي حددها لإنهاء الحرب.

كيف ستسير الأمور بعد استعداد نتنياهو لإرسال وفدٍ للتفاوض من جديد في القاهرة أو الدوحة؟ هذا ما لا يعرفه أحدٌ حتى الآن، ما دامت ألاعيب نتنياهو تعمل بين الجزئي والشامل وكسب الوقت!