خاص| أكثر من 50 بؤرة استيطانية جديدة بالخليل: تهجير قسري وخسائر اقتصادية فادحة
يتواصل التوسع الاستيطاني الإسرائيلي بوتيرة غير مسبوقة في محافظة الخليل منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث أُقيمت أكثر من 50 بؤرة استيطانية جديدة على أراضٍ فلسطينية، ما انعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين اليومية في القرى والبلدات المحيطة.
فريد برقان، رئيس مجلس قروي بيرين، كشف في حديث خاص لـ"رايــة" تفاصيل ما يجري على الأرض من تهجير ممنهج، مصادرة للأراضي، وخسائر اقتصادية طالت المزارعين وأصحاب الثروة الحيوانية.
وأكد فريد برقان، أن محافظة الخليل شهدت منذ السابع من أكتوبر الماضي إقامة أكثر من 50 بؤرة استيطانية جديدة، امتدت من مسافر يطا حتى بني نعيم وبيرين والجمجمة في حلحول وغيرها، لافتًا إلى أن التوسع الاستيطاني يتم بوتيرة متسارعة وبحماية الاحتلال.
وأوضح برقان أن هذه الأراضي الواقعة شرق مدينة الخليل تُعد المنفذ الوحيد للمدينة بأكملها، مشيرًا إلى أن ما يقارب 70 ألف دونم جرى الاستيلاء عليها من قبل المستوطنين. وقال: "ما يحدث اليوم يكرر مشهد التهجير القسري الذي عاشه الفلسطينيون عامي 1947 و1948، إنه تطهير عرقي واضح".
وذكر أن قرية بيرين وحدها شهدت إقامة أربع مستوطنات جديدة بعد السابع من أكتوبر، حيث يتم الاستيلاء على آلاف الدونمات في ساعات قليلة، مشيرًا إلى أن المستوطنين لا يكتفون بالسيطرة على الأرض بل يمدونها بالكهرباء والمياه بشكل فوري.
وأضاف برقان أن هذه الممارسات دفعت عشرات العائلات الفلسطينية إلى الرحيل القسري عن منازلها، مبينًا أن "أكثر من 20 عائلة هجرت قسراً من بيرين منذ السابع من أكتوبر، فيما شهد شهر أبريل الماضي وحده ترحيل 26 عائلة، بعضهم بعد حرق وتفجير منازلهم".
ولفت إلى أن المستوطنين يمارسون ضغوطًا على الأهالي، سواء عبر محاولات الاستيلاء المباشر أو من خلال عروض شراء للأراضي، متحدثًا عن مخاوف متزايدة في القرية من موجات تهجير أكبر.
وبيّن أن قرية بيرين التي كانت تعتمد بشكل كبير على الزراعة والثروة الحيوانية أصبحت اليوم محاصرة من جميع الجهات، ولم يتبقَ من أراضيها سوى 400 دونم فقط لا يستطيع المزارعون الوصول إليها للرعي، بعد أن صودرت أكثر من 7 آلاف دونم. وقال: "حتى في هذه اللحظات يجري الاستيلاء على بقع جديدة من أراضي القرية".
وأضاف أن خسائر المزارعين فادحة جدًا، سواء في قطاع الثروة الحيوانية أو الزراعية، ما أدى لتحويل القرية من منتج رئيسي للألبان والأجبان إلى مستهلك ومستورد.