خاص| ترامب يتوقع موعد نهاية الحرب.. والمصري لراية: لا تحول في الموقف الأميركي
وسط تصاعد الضغوط الدولية والحديث عن مستقبل غزة بعد الحرب المستمرة منذ نحو عامين، برزت تساؤلات حول جدية الموقف الأميركي والإعلان عن اجتماع موسع في البيت الأبيض لمناقشة "اليوم التالي" للحرب، بين من يراه تحولاً محتملاً في السياسة الأميركية، ومن يعتبره مجرد إعادة إنتاج لمواقف سابقة لا تحمل جديدًا.
وأعلن ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، أن ترامب سيقود اجتماعًا موسعًا في البيت الأبيض لبحث مستقبل غزة بعد الحرب، موضحًا أن النقاشات ستتناول المساعدات الإنسانية وترتيبات "اليوم التالي"، إضافة إلى ملف الإفراج عن الأسرى والرهائن الذي اعتبره "جزءًا أساسيًا" من المداولات.
ويتكوف أوضح أن "كل مرة نشهد فيها إطلاق سراح رهائن نرى فرحًا على الجانبين"، في حين توقع ترامب أن تنتهي الحرب على قطاع غزة خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع "بشكل حاسم"، بينما قدّم ويتكوف تقديرًا أكثر تحفظًا قائلاً إن التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار قد يتم قبل نهاية العام الجاري.
وأضاف أن الإدارة الأميركية تعمل على إعداد خطة "شاملة للغاية" لمرحلة ما بعد الحرب، تشمل جوانب إنسانية وخطوات عملية لإعادة الاستقرار إلى القطاع، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
حول ذلك، قال د. محمد المصري، رئيس المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الاستراتيجية، في حديث خاص لـ"رايــة": "لا أعتقد أن هناك تحولًا في الموقف الأميركي، فما زالت واشنطن تقف إلى جانب دولة الاحتلال، تمارس التغطية السياسية والمالية له، وتمنح الضوء الأخضر لاستمرار القتل والتدمير. بل إن الولايات المتحدة تهدد حتى المنظمات الدولية، وقد رأينا مؤخرًا بيان 14 دولة في مجلس الأمن – باستثناء واشنطن – الذي أكد وجود مجاعة متعمدة في غزة وطالب بوقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات، بينما امتنعت أميركا عن المشاركة".
وأضاف المصري أن الولايات المتحدة ما تزال تصر على دعم الاحتلال، فيما يُطرح الحديث عن "اليوم التالي" للحرب عبر شخصيات مثل كوشنر وتوني بلير، الذين لطالما أبدوا انحيازًا لإسرائيل.
وتابع: "نحن كفلسطينيين معنيون باليوم الأول لوقف القتال، لتمكين السلطة الفلسطينية الشرعية من ممارسة دورها في الإغاثة والإيواء لأبناء شعبنا".
وأكد المصري أن استمرار الانقسام الفلسطيني يعيق أي اختراق سياسي أو ميداني، موضحًا: "الاختراق السياسي كان قائمًا منذ بداية الحرب، حين انكشفت المخططات الإسرائيلية لتهجير الشعب الفلسطيني. اليوم هناك مساحات واسعة من الدعم الدولي، فقد اعترفت عدة دول بدولة فلسطين، والـ22 من سبتمبر المقبل سيشهد مؤتمرًا حاسمًا في نيويورك قد يفتح الباب أمام مزيد من الاعترافات والعقوبات على إسرائيل. نحن نتقدم في الرواية الفلسطينية عالميًا، لكن لا يمكن ترجمة ذلك إلى دولة على الأرض دون وحدة موقف فلسطيني داخلي".
وأشار المصري إلى أن الكلفة البشرية للحرب على غزة ضخمة: "قدمنا أكثر من 63 ألف شهيد، إلى جانب آلاف المفقودين والجرحى، إضافة إلى الدمار الشامل للبنية التحتية. ومع ذلك، إسرائيل باتت اليوم أكثر عزلة على المستوى السياسي، فيما يطالب الرأي العام الأوروبي بمحاكمة قيادتها".
وختم د. محمد المصري حديثه لراية بالتأكيد: "الجهد الأساسي يجب أن يتركز على بناء موقف فلسطيني موحد، سياسيًا وميدانيًا، وتمكين شعبنا من الصمود في الضفة وغزة، وعدم ترك الاحتلال يفرض واقعه على مستقبل الجغرافيا الفلسطينية. نحن اليوم نتفاوض على شربة ماء وقيس الطحين، بينما تُرسم خطط لإخراج غزة من الجغرافيا الفلسطينية. المطلوب هو وحدة الموقف والتمسك بحقنا في دولة فلسطينية مستقلة على أرضنا".