بلير وكوشنير... واجتماع البيت الأبيض

2025-08-28 12:27:13

رأي مسار 

توني بلير، الرجل الذي ما أن أنهى عمله كرئيس لوزراء بريطانيا حتى دخل فوراً في عملية البحث عن وظيفة، ونظراً لعلاقة التبعية المطلقة التي تربطه بالإدارات الأمريكية فقد حصل على وظيفة مبعوثٍ دولي رفيع في الشرق الأوسط، وكانت مهمته (إخراج الزير من البير) كما يقال، أي إنقاذ عملية السلام المتداعية التي كان إنقاذها هو المستحيل بعينه.

شارك بلير أمس في الاجتماع التظاهري الذي عُقد في البيت الأبيض، وكان موضوعه غزة، ليس من جهة كيفية وقف الحرب عليها، بل للبحث في اليوم التالي، المجهول تماماً لترمب ومساعديه، ومنهم الصهر جاريد كوشنير صاحب بدعة الريفييرا الخيالية.

أن يتداول موظفو البيت الأبيض في أي شأنٍ سياسي فهذا أمرٌ يفترض أن يكون بديهياً ويقع في صلب مهام الرئاسة الأمريكية، أمّا أن يكون الاجتماع حول المجهول المسمى باليوم التالي، وأن يكون توني بلير أبرز المشاركين فيه، فهذا اجتماع "بيزنيس" استعراضي لا مغزى له سوى مخاطبة الداخل الأمريكي بأن البيت الأبيض يعمل في قضية تشغل بال العالم، بما في ذلك الرأي العام الأمريكي.

أمّا اختيار اليوم التالي كموضوعٍ رئيسٍ للاجتماع، فهو هروبٌ مقصودٌ من الحالة الراهنة التي تتواصل فيها الحرب بكل وحشيتها.

البيت الأبيض يعرف كيف تتوقف الحرب، بمجرد أمرٍ جدّيٍ يصدر لنتنياهو ولكن "بيت أبيض ترمب" يختلف كثيراً في ولايته الثانية، وعلى مدى هذه الولاية فإن نتنياهو من يقود... والبيت الأبيض من يدعم ويغطي ويتبع.