روبيو الذي لا يصغي إليه أحد

في مسألة الدولة الفلسطينية والاعترافات التي تمت بها والتي ستتم، يبدو الموقف الأمريكي الذي يجسّده وزير الخارجية روبيو كصدىً لموقف نتنياهو ومن معه، وبذلك تكون الدولة العظمى فاقدةً التأثير الحاسم في أمرٍ كبيرٍ كهذا.
العالم يلمس ضعفاً مفرطاً في المنطق الأمريكي، ولنلقي حزمة ضوءٍ على وزير خارجية أمريكا المفترض أن يكون خليفةً للكبار من وزن كيسنجر وبيكر.. "إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيمنع التوصل لوقفٍ لإطلاق النار في غزة".. لو قيل هذا الكلام من قبل صحافي ليكودي متعصب، لكان مفهوماً أمّا أن يصدر عن وزير خارجية دولةٍ عظمى، فالقول بائسٌ وغريبٌ وغير منطقي، ولا صلة له بالموضوعات التي تشغل بال العالم وأهمها الآن الدولة الفلسطينية العتيدة والوقف النهائي للحرب على غزة.
منذ قدوم ترمب ووزير خارجيته روبيو إلى سدة البيت الأبيض، تحوّلت الحرب على غزة إلى معرضٍ مجسمٍ للفشل الأمريكي، ولسياسةٍ ربطت نفسها بعجلة نتنياهو الحربية، ووفرت للمذبحة كل مقوّمات استمرارها ومنع توقفها.
لم ينتبه وزير الخارجية روبيو إلى حقيقة أن الاعترافات بالدولة الفلسطينية سبقت حرب غزة بعقود، وتمت رغم الفيتو الأمريكي، وحتى أمريكا ذاتها كانت من الدول التي اقتربت من الاعتراف بها، حين وافقت على حل الدولتين واعتبرته عنوان سياستها الشرق أوسطية، وليعد السيد روبيو إلى وثائق الخارجية الأمريكية، ليقرأ أحدثها وهي تلك التي أودعها سلفه بلينكن مؤكداً فيها أن حل الدولتين هو الحل الوحيد لمعضلة الشرق الأوسط.
إن ربط روبيو الاعتراف بالدولة الفلسطينية بوقف إطلاق النار في غزة، فيه سذاجةٌ مفرطة، ولهذا فلن يصغي إليه أحد.