خاص| اتفاقيات جديدة للمؤسسة الفلسطينية للإقراض الزراعي لدعم المزارعين

2025-09-11 14:26:41

في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي يواجهها المزارعون الفلسطينيون، أعلنت المؤسسة الفلسطينية للإقراض الزراعي عن توقيع اتفاقيتين جديدتين مع شركاء محليين ودوليين، بهدف توسيع دائرة الاستفادة وتقديم نموذج تمويلي وتنموي مختلف. ويأتي هذا ضمن مساعي المؤسسة لدعم صمود المزارعين وتعزيز الأمن الغذائي الفلسطيني.

قال الدكتور عبد المنعم وهدان، رئيس المؤسسة الفلسطينية للإقراض الزراعي، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن المؤسسة تسعى بشكل دائم إلى تطوير خدماتها وتقديم ما هو أفضل للمزارعين، لاسيما في ظل ما يتعرض له القطاع الزراعي من تحديات في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأوضح أن الاتفاقية الأولى جاءت بالتعاون مع مؤسسة "أوكسفام" واتحاد المرأة الريفية، وهي تقوم على مبدأ القرض المزدوج؛ بحيث يحصل المزارع على قرض مالي إلى جانب منحة مساندة، مع إعطاء الأولوية للمشاريع الزراعية النباتية التي تديرها النساء في المحافظات الشمالية.

وأضاف وهدان أن المشروع يتيح للنساء الريفيات اللواتي يمتلكن أفكارًا أو مشاريع ناشئة التقدم للحصول على الدعم، مشيرًا إلى أن دراسة الطلبات تتم ميدانيًا من قبل مهندسين زراعيين لضمان جدية وجدوى المشاريع.

وبيّن أن الاستفادة ستشمل ما بين 30 إلى 40 مزارعًا ومزارعة في المرحلة الحالية، مؤكدًا أن الحاجة أكبر بكثير، وأن المؤسسة تعمل على توسيع قاعدة المستفيدين في حال توفر تمويل إضافي خلال السنوات المقبلة.

أما الاتفاقية الثانية، فتم توقيعها مع شركة "شذا" التي تمتلك مزارع أبقار ومصنعًا للألبان وعددًا من الأسواق التجارية، حيث تتيح الاتفاقية للمزارعين الحصول على قرض حسن بدون فوائد للمساهمة في امتلاك أسهم داخل المزرعة، بما يعزز نموذج الشراكة الزراعية ويتيح فرصًا لتنمية الإنتاج وتحقيق عوائد مالية للمزارعين.

وأكد وهدان أن الهدف من هذه الشراكات هو مواجهة تفتيت الأراضي الزراعية الناجم عن الميراث والضغط الاستيطاني، عبر تشجيع المشاريع الجماعية والتعاونية التي توفر فرص عمل وتحقق تنمية حقيقية.

وأشار إلى أن القروض ستكون بسقف 15 ألف شيكل، مع فترة شراكة إلزامية لمدة خمس سنوات تتيح للمزارع الحصول على أرباح أو زيادة مساهمته، لافتًا إلى أن الشركة الشريكة تغطي مساهمة المزارع بدلًا عنه.

وشدد رئيس المؤسسة الفلسطينية للإقراض الزراعي على أن الهدف الأساسي ليس الربح بقدر ما هو دعم المزارع الفلسطيني وتعزيز صموده، مضيفًا: "أجرينا إعادة جدولة لجميع قروض المزارعين المتعثرين بعد 7 أكتوبر دون إضافة أي فوائد، لأن هدفنا هو نجاحهم واستمرارهم في الأرض".

وفي ختام حديثه لـ"راية"، دعا وهدان المزارعين والنساء الريفيات إلى التوجه لنقاط الاتصال في مديريات الزراعة أو مكاتبها لتقديم الطلبات والاستفادة من هذه الاتفاقيات، مؤكدًا أن المزارع الفلسطيني مقاتل حقيقي على أرضه ويستحق كل أشكال الدعم.