خاص| بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية خطر جديد قد يصاب به سكان غزة

2025-09-14 17:40:11

يواجه سكان قطاع غزة خطراً صحياً متزايداً يتمثل في انتشار بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، في ظل انهيار المنظومة الصحية وتدهور الأوضاع المعيشية.

الدكتور عبد الرؤوف المنعمة، الباحث في علم الأحياء الدقيقة، أوضح في مقابلة في برنامج “يوم جديد"، الذي يبث على إذاعة "راية" أن مقاومة المضادات الحيوية تعني فقدان فعاليتها أمام أنواع معينة من البكتيريا، مشيراً إلى أن “المقاومة المتعددة” هي الأخطر، حيث تقاوم البكتيريا ثلاثة أصناف أو أكثر من المضادات.

ويرى المنعمة أن السبب الرئيس لهذه الظاهرة هو سوء استخدام المضادات الحيوية، سواء من خلال وصفها دون تشخيص دقيق، أو التوقف المبكر عن العلاج، أو اللجوء للتطبيب الذاتي، فضلاً عن استخدامها في أمراض لا تحتاج أصلاً إلى مضادات، مثل الإنفلونزا، أو في مجالات غير بشرية كالثروة الحيوانية.

أما في غزة، فإن الظروف التي فرضتها الحرب زادت الأمر سوءاً؛ فالمستشفيات تعمل بطاقة تفوق قدرتها بثلاثة أضعاف، والمياه العادمة تنتشر بين الخيام والشوارع، بينما أكثر من 80% من مياه الشرب غير مكلورة، إلى جانب تراكم النفايات وانتشار الحشرات وسوء التغذية وضعف المناعة العامة للسكان. كل ذلك خلق بيئة خصبة لانتشار الأمراض المعدية، وعلى رأسها البكتيريا المقاومة للمضادات.

ووفقاً لدراسة حديثة أجريت في مستشفى الأهلي العربي بين نوفمبر 2023 وأغسطس 2024 على أكثر من 1300 عينة، تبيّن أن 74% من العينات موجبة للبكتيريا، وكان أكثرها انتشاراً ما يُعرف بـ” الزائفة الزنجارية”، وهي من أخطر البكتيريا المقاومة.

وحذّر المنعمة من أن الفاصل بين المجتمع والمستشفيات في غزة قد تلاشى، حيث باتت البيئتان متشابهتين في حجم انتشار البكتيريا المقاومة، وهو ما ينذر بتفشي خطر يهدد حياة الآلاف، خطر جديد قد يواجه سكان غزة.