خاص| الاحتلال ينفذ مخطط الإبادة في غزة: تدمير شامل ونزوح قسري لآلاف المدنيين
ليلة استثنائية عاشتها مدينة غزة، شهدت أعنف الهجمات الجوية والبرية منذ أسابيع، حيث ركّز جيش الاحتلال عملياته على الأحياء السكنية المكتظة، موقعًا مئات الشهداء والجرحى، ومسببًا موجات نزوح جماعية. وفي ظل ذلك، يؤكد خبراء أن إسرائيل تنفذ مخططًا ممنهجًا لتدمير المدينة وتهجير سكانها قسرًا.
قال الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن "الليلة الماضية كانت استثنائية من حيث حجم الهجمات الجوية والبرية على مدينة غزة"، مضيفًا أن الاحتلال يسعى خلال الأيام الماضية إلى تفريغ القطاع من سكانه بشكل متدرج.
وأوضح أن الهدف الواضح يتمثل في "تدمير ما تبقى من المباني الأثرية والتاريخية والسكنية، وإجبار السكان على النزوح من غرب غزة إلى الوسط والجنوب، تمهيدًا لنقلهم لاحقًا إلى معسكرات اعتقال وفقًا للخطط الأميركية-الإسرائيلية".
وأكد عبد العاطي أن الاحتلال يسعى إلى "قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين، وتدمير الأبراج والعمارات السكنية"، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال قصفت منذ بداية سبتمبر أكثر من 1200 عمارة وبرج داخل غزة، ما تسبب باستشهاد أكثر من مئة مواطن يوميًا وإصابة أكثر من 300 آخرين.
وأضاف أن العمليات العسكرية الأخيرة تركزت على أحياء الشيخ رضوان وتل الهوى ومخيم الشاطئ ومنطقة الجامعات والرمال، ما دفع نحو 350 ألف مواطن للنزوح قسرًا، "يبيتون الآن في العراء والشوارع بعدما حُشر قرابة مليون ونصف إنسان في أقل من 7% من مساحة القطاع".
وتابع: "الاحتلال فجّر الروبوتات المتفجرة والدبابات المعطوبة في الأحياء السكنية، ما أدى إلى تطاير جثامين الشهداء. وغالبية السكان يُمنحون دقائق معدودة للفرار، بينما يُقصف آخرون دون تحذير".
وعن سؤال حول إمكانية تدمير مدينة غزة بالكامل، قال عبد العاطي: "هذا ما يحدث بالفعل على مرأى ومسمع العالم. إسرائيل ماضية في مخططاتها لإفراغ غزة وشمالها كما فعلت في محافظات الشمال وخان يونس ورفح والمناطق الشرقية".
وأشار إلى أن إسرائيل "تستهدف التراث الإنساني والحضاري لمدينة غزة التي يعود تاريخها لأكثر من 5 آلاف عام، ولا تعبأ بالقانون الدولي أو الإنساني".
وبيّن عبد العاطي أن "عمليات التدمير لا تقتصر على المرحلة الحالية، بل تمتد منذ عامين متواصلين من القتل والمجازر"، لافتًا إلى أن الاحتلال دمّر خلال الأيام الماضية ثلاث مدارس في مخيم الشاطئ كانت تؤوي آلاف النازحين، إضافة إلى مبانٍ حكومية بينها مبنى تلفزيون فلسطين والنيابة العامة.
وختم بالقول: "إسرائيل تدمّر كل مقومات الحياة ومنظومة الخدمات، ما يعني أنها قررت الحكم بالإعدام على مدينة غزة وشمالها ومن يتبقى فيها".