خاص| إغلاق مدارس وعيادات الأونروا بالقدس.. مخطط إسرائيلي ممنهج
في الوقت الذي تستعد فيه حكومة الاحتلال للتصويت على تخصيص ميزانية لسد العجز الذي قد ينجم عن تعطيل عمل وكالة "الأونروا" في القدس الشرقية، تبرز مخاوف جدية من انهيار الوكالة بشكل كامل في المدينة والضفة الغربية، ضمن خطة إسرائيلية تستهدف تصفية ملف اللاجئين الفلسطينيين وإلغاء حق العودة.
قال الخبير في شؤون المنظمات الدولية سامي مشعشع في حديث خاص لـ"رايــة" إن "الإجراءات الإسرائيلية في القدس ليست مفاجئة، فالكتابة على الجدران واضحة: الاحتلال يريد القدس عاصمة أبدية له، ويرفض الاعتراف بوجود لاجئين فلسطينيين أو بحق العودة".
وأضاف أن "1100 مقدسي مسجلين كلاجئين لدى الوكالة بات لا مكان لهم في القدس"، مشيرًا إلى أن قرار إخلاء مقر الأونروا في الشيخ جراح مطلع العام الجاري جاء تنفيذًا لقرارات الكنيست بإنهاء وجود الوكالة ليس فقط في القدس بل في الضفة الغربية أيضًا.
وأوضح مشعشع أن "10 مدارس في شمال الضفة ما زالت مغلقة حتى اللحظة، و4000 طالب بلا تعليم، إضافة إلى 600 موظف نقلوا من مقر الشيخ جراح إلى الضفة دون وضوح لمستقبلهم الوظيفي"، مؤكدًا أن الوكالة "تركت المقر بعد 70 عامًا من العمل فيه دون اعتراض".
وأشار إلى أن "القرار الجديد يعني إنهاء التعليم والخدمات الصحية في القدس، مقابل ميزانية لا تتجاوز 16 إلى 17 مليون دولار، وهو مبلغ زهيد بالنسبة للاحتلال الذي يرى في ذلك وسيلة لتثبيت أن القدس عاصمته الأبدية، ولإلغاء أي مؤسسة دولية تعزز حق العودة أو الهوية الفلسطينية".
ولفت مشعشع إلى أن "أسرلة المنهاج الفلسطيني أولوية بالنسبة للاحتلال، بهدف تثبيت وعي الفلسطينيين بأنهم مقيمون مؤقتون في القدس"، معتبرًا أن "الوكالة تخلت عن مسؤولياتها بالكامل ولم تضع أي خطة لمواجهة هذا المخطط، فيما بقي الرد الفلسطيني والدولي عند حدود البيانات والإدانات".
وتابع: "الخطوة القادمة ستكون إغلاق معهد قلنديا للتعليم المهني الذي يدرس فيه 350 طالبًا، وتحويل مقره إلى بؤرة استيطانية للأزواج اليهود المتدينين، نظرًا لموقعه الحيوي قرب مطار القدس الدولي".
وفي رده على سؤال حول معنى أن تقدم حكومة الاحتلال خدمات تعليمية وصحية للاجئين في القدس، قال مشعشع: "هذا جزء من مخطط الكنيست لطرد الأونروا وتثبيت أن القدس عاصمتهم، وأن لا وجود لحقوق اللاجئين أو حق العودة".
وختم مشعشع: "الفلسطيني في القدس بالنسبة لإسرائيل مقيم مؤقت، يحصل على خدمات مرحلية فقط، بينما تتدحرج كرة إنهاء الوكالة بسرعة كبيرة، والنهايات أصبحت واضحة للأسف".