البكتيريا النافعة تقلل من مقاومة المضادات الحيوية لدى الرضع

2025-09-23 15:24:24

أظهرت دراسة حديثة لباحثين من الجامعة التقنية في الدنمارك، ومن قسم الهندسة الحيوية في جامعة دلهي التقنية في الهند، وجود مجموعة فرعية خاصة من بكتيريا البيفيدوباكتيريا bifidobacteria الطبيعية تلعب دوراً حاسماً في تقليل مقاومة المضادات الحيوية لدى الرضع. ونُشرت الدراسة في النصف الثاني من شهر سبتمبر (أيلول) من العام الحالي في مجلة «نتشر كوميونيكيشن» journal Nature Communications.

البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية

من المعروف أن المستويات المرتفعة من البكتيريا المقاومة لعمل المضادات الحيوية في الرضع تُشكل خطراً مهدداً للحياة عند إصابتهم بأمراض معدية خلال السنة الأولى من عمرهم إذا احتاجوا إلى العلاج بالمضادات الحيوية، لأن المضادات (وهي العلاج الأساسي للبكتيريا) تفقد قدرتها على قتل البكتيريا الضارة.

واستندت الدراسة الحالية على نتائج الدراسات السابقة التي أظهرت وجود بكتيريا مقاومة لعمل المضادات الحيوية في أمعاء الرضع منذ الأسبوع الأول من حياتهم، حتى لدى الرضع الذين لم يسبق لهم تناول المضادات مطلقاً، ولذا كان من الضروري محاولة التغلب على وجود هذه المقاومة، وزيادة أعداد البكتيريا الجيدة.

تغذية البكتيريا المفيدة

حسب الدراسة الحالية، من خلال تغذية مجموعة فرعية خاصة من البكتيريا المفيدة (الموجودة بشكل طبيعي في الأمعاء) منذ الشهور الأولى للحياة، يمكن التغلب على هذه المقاومة عن طريق زيادة أعداد البكتيريا المفيدة التي تنافس البكتيريا الضارة على أماكن وجودها في الأمعاء.

وأوضح الباحثون أن أحماض اللاكتيك الخاصة التي تُنتجها البكتيريا المفيدة تلعب دوراً رئيساً في الحد من قدرات وتكاثر البكتيريا الضارة المقاومة للمضادات الحيوية، وهو أمر بالغ الأهمية للحد من خطر انتقال جينات المقاومة إلى بكتيريا أخرى في الأمعاء. ويمكن لجينات المقاومة أن تنتقل من نوع من البكتيريا إلى نوع آخر، وكلما زاد عدد البكتيريا المقاومة للمضادات في الأمعاء، زاد احتمال نقل جينات هذه المقاومة إلى بكتيريا أخرى.

وقام الباحثون بدراسة بكتيريا الأمعاء من خلال فحص 547 عينة براز تم أخذها من 56 طفلاً وأمهاتهم، جُمعت هذه العينات 8 مرات منذ الولادة وحتى سن الخامسة من الأطفال، ومرتين من أمهاتهم (في الشهور الأخيرة من الحمل، وبعد شهرين من الولادة).

تأثير المضادات الحيوية على البكتيريا النافعة

رغم أن التعرض للمضادات الحيوية في مرحلة مبكرة من الحياة يمكن أن يؤثر بالسلب على نضج بكتيريا الأمعاء النافعة، وبالتالي يزيد من البكتيريا المقاومة، فإن الدراسة الحالية لم تُسجل أي فروق جوهرية بين الرضع الذين لم يتعرضوا للمضادات الحيوية من قبل، والرضع الذين تعرضوا لها، على الأقل أول عامين من الحياة.

وقال العلماء إن السبب في عدم تأثير المضادات الحيوية على نضج البكتيريا النافعة هو أن التعرض للمضادات الحيوية له تأثير فوري، ولكنه ليس طويل الأمد على تكوين المقاومة، بجانب أن تعافي الأمعاء في الأطفال أسرع منه في البالغين.

أوضح العلماء أن دراسة العوامل المؤثرة في تركيب بكتيريا الأمعاء، مثل عامل الزمن والتعرض للأغذية والعوامل البيئية المختلفة، تُعد أمراً بالغ الأهمية للتحكم في انتشار جينات المقاومة في الأمعاء، وبالتالي إعطاء الفرصة كاملة للمضاد الحيوي للقيام بعمله في قتل البكتيريا الضارة، ولذا تم أخذ عينات متكررة منذ الولادة وحتى سن الخامسة.

اختبار سريع لرصد البكتيريا النافعة

وطور الباحثون اختباراً سريعاً يعمل من خلال آلية معينة ترصد البكتيريا النافعة، وارتباطها بالجينوم البشري، حيث يمكن التنبؤ مستقبلاً بأعدادها، وذلك في الأسابيع الأولى من حياة الطفل، بحيث يمكن للوالدين معرفة إذا كان الطفل يمتلك بالفعل أعداداً كبيرة من هذه البكتيريا النافعة بشكل طبيعي أم لا. وبالنسبة للأطفال الذين لا يمتلكون هذه البكتيريا يمكنهم تلقي مكمل غذائي يحتوي عليها، مما يحفز وجود هذه البكتيريا النافعة، وتقليل البكتيريا الضارة المقاومة لعمل المضادات الحيوية.