سرّ الشعر القوي في طبق طعامك... احذر نقص هذا المكون الغذائي

2025-09-23 15:34:16

إذا لاحظت أن شعرك يتساقط، أو يبدو أرقّ وأضعف من المعتاد، فقد يكون السبب كامناً في نظامك الغذائي، وتحديداً في كمية البروتين التي تستهلكها، حسب تقرير نشرنه شبكة «فوكس نيوز».

والبروتين أصبح أحد العناصر الرائجة في الأنظمة الغذائية، ويوجد اليوم في كل شيء، من خلطات البان كيك إلى كريمة القهوة، لا سيما مع سعي الكثيرين لإنقاص الوزن أو بناء العضلات. لكن ما لا يعرفه البعض هو أن البروتين يلعب أيضاً دوراً أساسياً في الحفاظ على صحة الشعر، حسب خبراء.

الشعر يتكوّن من الكيراتين... والبروتين أساسه

يتكون الشعر في الأساس من الكيراتين، وهو نوع من البروتين يُصنع من الأحماض الأمينية. وعند انخفاض مستويات البروتين، يفقد الشعر كثافته وقوته سريعاً.

وقال الدكتور روس كوبلمان، جرّاح زراعة الشعر في مركز Kopelman Hair Restoration (الذي يمتلك فروعاً في نيويورك ونيوجيرسي وفلوريدا: «أرى كثيراً من حالات تساقط الشعر المنتشر وضعف الخصلات وهشاشتها بسبب نقص البروتين».

وأوضح كوبلمان لـ«فوكس نيوز»، أن الجسم، عندما يفتقر إلى البروتين، يبدأ بتحويل الأحماض الأمينية للأعضاء الحيوية من أجل البقاء، مما يؤدي إلى تباطؤ أو توقف نمو الشعر.

وقال: «غالباً ما يخبرني المرضى بأن شعرهم لم يعد قوياً كما كان، وأنه يتساقط بسهولة أكبر».

وأشار كوبلمان إلى أن نمط التساقط الأكثر شيوعاً في هذه الحالات لا يكون على شكل بقع صلعاء، بل ترقُّق عام في الشعر عبر فروة الرأس.

لكنه أكد أن تصحيح نقص البروتين يمكن أن يؤدي إلى تحسّن ملحوظ، مشيراً إلى أنه «عادةً ما يتباطأ التساقط خلال شهرين بعد تعديل النظام الغذائي، وتتحسن الكثافة تدريجياً مع نمو الشعر في الدورات التالية».

وربطت دراسات متعددة بشكل مباشر بين نقص البروتين وضعف الخصلات، تباطؤ النمو وزيادة التكسر. كما أظهرت دراسة نُشرت في Journal of Dermatology أن المشاركين ذوي الاستهلاك المنخفض للبروتين عانوا من ترقق أكبر في الشعر عبر فروة الرأس.

كم يحتاج الجسم من البروتين يومياً؟

الكمية اليومية الموصى بها (RDA) حالياً هي 46 غراماً للنساء و56 غراماً للرجال. لكن كوبلمان يرى أن ذلك غير كافٍ للكثير من البالغين.

وأوصى كوبلمان معظم البالغين باستهلاك ما بين 1 إلى 1.2 غرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم يومياً»، وأضاف: «وفي حالات الضغط النفسي، الحميات، أو التعافي من الجراحة، قد أرفعها إلى 1.6 غرام».

لكنه حذّر من تجاوز هذه الكمية بشكل كبير، موضحاً أن «الأهم هو الاستمرار في تناول الكمية المناسبة يومياً، لا المبالغة فيها».

نوع البروتين مهم.. وليست الكمية فقط

حسب بحث في «Journal of Nutrition»، هناك حمضان أمينيان أساسيان في إنتاج الكيراتين هما اللايسين والسيستين، ويكثر وجودهما في الأغذية الغنية بالبروتين مثل: البيض، والأسماك، والدواجن، والبقوليات والبذور.

وأوضح كوبلمان أن اللايسين يساعد على تشكيل ساق الشعرة وامتصاص الحديد، فيما السيستين يوفّر روابط الكبريت التي تعطي الشعر قوته.

وأشار إلى أن المرضى عادةً يلاحظون فرقاً ملحوظاً عندما يتحولون إلى مصادر بروتين كاملة وغنية بالأحماض الأمينية.

ماذا عن الأنظمة النباتية؟

أكد كوبلمان أن الأنظمة النباتية يمكن أن تدعم صحة الشعر إذا خُطّط لها بعناية. وأوصى بدمج البقوليات مع الحبوب للحصول على بروتينات كاملة، مع متابعة مستويات الحديد، وفيتامين «بي 12»، والزنك، وفيتامين «د»، لتفادي النقص الذي قد يؤدي بدوره إلى تساقط الشعر.

من جهتها، قالت الدكتورة شاني فرنسيس، مديرة العافية في مركز «Ashira Dermatology» بكاليفورنيا، لموقع «إفريداي هيلث»، إن نقص البروتين نادر في الولايات المتحدة، حتى بين النباتيين، لكنه يظل عاملاً مؤثراً في تساقط الشعر إلى جانب أسباب أخرى مثل: زيادة فيتامين «أ»، ونقص الحديد، واضطرابات الغدة الدرقية، والعدوى، والتوتر، واضطرابات الأكل.

وقالت فرنسيس: «الشعر غالباً ما يكون أول ما يتأثر عند وجود نقص غذائي، لأن الجسم يوجه موارده إلى الأعضاء الأكثر أهمية».

وأشارت أيضاً إلى أن فقدان 50 إلى 100 شعرة يومياً يُعد أمراً طبيعياً ولا يستدعي القلق.

المكملات مفيدة ولكن...

أكد الخبراء أن مكملات البروتين قد تكون مفيدة لمن يجدون صعوبة في تلبية احتياجاتهم اليومية، مثل المتعافين من المرض أو فقدان الوزن، لكن يجب عدم الاعتماد عليها بوصفها حلاً سحرياً.

وقال كوبلمان: «جرعات إضافية من مسحوق البروتين لن تتغلب على العوامل الوراثية أو الهرمونية أو غيرها من المحددات».

وأضاف: «المكملات يجب أن تسد النقص فقط، لا أن تحل محل النظام الغذائي المتوازن».

كما حذّر من المنتجات منخفضة الجودة التي قد تفتقر إلى الاختبارات المستقلة أو تسبب مشكلات في الهضم. في المقابل، الأطعمة الطبيعية توفّر عناصر غذائية إضافية مثل الحديد والزنك لا يمكن لمساحيق البروتين تعويضها.

التوازن هو الأساس

في الوقت الحالي، لا توجد أدلة علمية كافية تؤكد أن تناول كميات كبيرة من البروتين يمكن أن يسرّع نمو الشعر لدى الأشخاص الأصحاء. لكنَّ الخبراء متفقون على أن بصيلات الشعر تحتاج إلى إمداد ثابت من الأحماض الأمينية.

«نصيحتي بسيطة»، ختم كوبلمان: «احرص على تلبية احتياجاتك اليومية من البروتين، ووزّعه بشكل متوازن على وجباتك، واعتبره جزءاً من صورة أكبر تشمل الهرمونات، والتغذية الدقيقة، وإدارة التوتر، والعوامل الوراثية».