معبر الكرامة.. لماذا أوعز نتنياهو بإغلاق المنفذ الوحيد لأهالي الضفة؟

2025-09-23 20:32:25

خاص - راية 

أوعز رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بإغلاق معبر الكرامة، الذي يُعد المنفذ الوحيد لسكان الضفة الغربية إلى الخارج، أمام حركة الأفراد والبضائع حتى إشعار آخر. ويأتي القرار بعد أيام من إعادة فتح المعبر عقب عملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين.

وقال د. نزار نزال، المختص بالشأن الإسرائيلي، في حديث لإذاعة "راية"، إن هذا القرار يحمل أبعادًا سياسية ودبلوماسية واضحة، مشيرًا إلى أنه مرتبط بـ"سونامي الاعترافات" الأخيرة من دول أوروبية وازنة بدولة فلسطين.

وأضاف: "إسرائيل تستخدم المعبر أداة ابتزاز سياسي للضغط على السلطة الفلسطينية، ومعاقبتها على أي خطوات قانونية أو دبلوماسية تحرج الاحتلال دوليًا".

وأوضح نزال أن القرار يتضمن أيضًا رسالة ضغط موجهة إلى الأردن، باعتبار أن معبر الكرامة شريان استراتيجي يتصل بالسيادة والأمن القومي الأردني، إضافة إلى كونه المنفذ الرئيسي لتواصل الفلسطينيين مع العالم.

واعتبر أن الجانب الأمني مجرد ذريعة، إذ تعكس هذه الخطوة هواجس الاحتلال من فقدان السيطرة على حركة الأفراد والبضائع، وقد تمهّد لتصعيد عسكري أو أمني في الضفة الغربية.

ولفت إلى أن إغلاق المعبر يفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية للفلسطينيين، إذ يعيق سفر المرضى والطلاب والتجار، ويضر بالاقتصادين الفلسطيني والأردني معًا، متابعا: "هذا جزء من سياسة أوسع لخنق الفلسطينيين، وإفقارهم، وتحويل الضفة إلى سجن مغلق".

ونوه نزال إلى أن الخطوة الإسرائيلية تأتي في توقيت حساس بعد اعتراف دولي متزايد بدولة فلسطين، قائلًا إن إسرائيل تسعى إلى الرد عبر فرض إجراءات عقابية، وفصل جغرافي لمناطق الضفة الغربية عبر الحواجز والبوابات العسكرية.

وأكد أن الأردن سيعمل على الضغط لفتح المعبر، مستبعدًا استمرار إغلاقه لفترة طويلة، نظرًا لتبعاته الإنسانية والاقتصادية والسياسية، لكنه شدد على أن الإجراء يعكس توجه حكومة نتنياهو نحو مزيد من التصعيد في الضفة، ضمن رؤية وزير ماليته بتسلئيل سموتريتش القائمة على "حسم الصراع".

وختم نزال بالقول إن هذه السياسات قد تؤدي إلى مزيد من عزلة إسرائيل دوليًا، مع تصاعد الانتقادات والاحتجاجات ضدها، محذرًا من أن استمرارها سيجعل الاحتلال "دولة مارقة ومعزولة أكثر من أي وقت مضى".