مجلس الأمن يناقش الأوضاع في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية

2025-09-23 21:38:10

عقد مجلس الأمن الدولي، مساء الثلاثاء، جلسة مفتوحة، ناقش خلالها الأوضاع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن إحلال السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط لن يتحقق أبدا بواسطة المزيد من العنف، بل يقتضي التزاما جماعيا بالعمل الدبلوماسي وبالقانون الدولي وبتحقيق الكرامة للناس قاطبة، داعيا المجلس إلى أن يتخذ ما يتعين من إجراءات.

وتابع غوتيريش أمام المجلس: "يجب على كل عضو من أعضاء مجلس الأمن أن يوفي بالمسؤوليات الواقعة على كاهله. ولا ينبغي أن نترك هذه الفرصة الدقيقة تنفلت من بين أيدينا".

وجدد تحذيره من أن إمكانية تحقيق حل الدولتين آخذة في التلاشي باطراد وقد بلغتْ الآن أدنى مستوياتها منذ عقود. ومن مظاهر ذلك استمرار توسع المستوطنات، وضم الأراضي بحكم الواقع، والتهجير القسري".

وأثنى غوتيريش على فرنسا والمملكة العربية السعودية لاشتراكهما في رئاسة هذا الاجتماع المهم وإسهامهما في تحفيز الزخم السياسي.

ورحب باعتراف العديد من الدول الأخرى بالدولة الفلسطينية، ومنها الدولتان دائمتا العضوية في المجلس، فرنسا والمملكة المتحدة.

وحذر من أن تجاهل قرارات الأمم المتحدة يستمر، وأحكام القانون الدولي الإنساني تُنتهك، والإفلات من العقاب يسود، ومصداقيتنا الجماعية تتلاشى.

بدوره، قال وزير خارجية جمهورية كوريا الجنوبية تشو هيون، "مع أخذ جميع الاعتبارات في الحسبان، فإن كوريا ملتزمة بالاعتراف بدولة فلسطين في اللحظة التي يكون فيها ذلك فعلاً مساعداً على تحقيق حل الدولتين."

وأضاف: "وفي مداولاتنا اليوم، يجب ألا نغفل عن هدفنا المشترك: شرق أوسط يتمكّن فيه جميع الناس، على اختلاف مشاربهم، من التعايش بسلام وأمن وازدهار."

من جهته، أشاد نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية في باكستان محمد إسحاق دار، بحالات الاعتراف الأخيرة بدولة فلسطين من قبل عدد من الدول الأعضاء، مشيراً إلى أن باكستان كان لها شرف أن تكون من أوائل الدول التي اعترفت بفلسطين عقب إعلان الاستقلال عام 1988.

وقال: "يجب الحفاظ على هذا الزخم الإيجابي بعزم راسخ، وجدية في الهدف، والتزام لا يتزعزع بتحقيق حل عادل ودائم".

 وأضاف دار: "إن الشعب الفلسطيني يواجه أزمة ذات أبعاد تاريخية، ومعاناته وصمة عار على ضميرنا الجمعي."

وأكد أن غزة تحولت إلى "مقبرة للإنسانية والضمير العالمي"، داعياً المجلس والمجتمع الدولي الأوسع إلى التحرك الحاسم من أجل صون الكرامة الإنسانية، وضمان المساءلة، وتحقيق العدالة.

وقال نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية في باكستان: "لقد انتهى وقت الكلام، وحان وقت الفعل".

بدوره، قال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، إن حرب الإبادة الكاملة في غزة لم يعد بالإمكان إنكارها.

وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يفتتح جبهات جديدة من العدوان في المنطقة ويستمر بلا توقف، مشيراً إلى الهجمات ضد اليمن ولبنان وسوريا وإيران، وآخرها ضد قطر.

وحذّر من أن "هذه القائمة قد تتوسع أكثر"، مشيراً إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى إعادة رسم الحدود في المنطقة" لترسيخ احتكاره المطلق. وبينما تدّعي إسرائيل أنها "محاطة بأعداء يسعون لتدميرها"، فإنها تتصرف "بتغطرس ضد جميع دول المنطقة". وتزعم أنها "مزار للديمقراطية"، لكنها في الواقع "أخطر تهديد" على السلام والأمن الإقليمي والدولي.

وقال وزير الخارجية الجزائري: "مسألة الأمن في الشرق الأوسط لم تبدأ في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023"، وإن اختزالها في هذا التاريخ سيكون "غير عادل ومنحاز".

وشدد على أنه "لا بديل عن حل الدولتين"، داعياً إلى العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.

من ناحيته، قالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر: "بعد عامين من إراقة الدماء، فإن العالم متحد في رغبته بإنهاء هذه الحرب المروعة؛ متحد في رغبته بالإفراج الفوري عن الرهائن ورفضه لأي دور لحركة حماس في مستقبل غزة؛ متحد في رغبته بأن ترفع إسرائيل الحصار وتضع حداً للكارثة الإنسانية؛ ومتحد في رغبته بمستقبل أفضل وأكثر سلاماً للمنطقة، مع إعادة إعمار غزة وبدء عهد جديد من العلاقات التي تدعم الأمن الجماعي".

وأضافت: "يجب أن يستند هذا المستقبل إلى حل الدولتين"، مؤكدة أن "الاعتراف التاريخي للمملكة المتحدة بدولة فلسطين قبل أيام قليلة هو جزء من التزامنا بالسلام".