مضطرون لانتظار ما بعد السادسة

أكثر زعيمٍ يروّج لنفسه ويعد بتحقيق انجازاتٍ أقرب إلى المعجزات، وأحياناً يتحدث عنها بأثرٍ رجعي، كالقول لو كنت رئيساً ولم يجري التآمر عليّ لما وقعت حرب أوكرانيا أصلاً، وحين أعود للبيت الأبيض فسوف أوقف هذه الحرب خلال أيام.
أمّا بالنسبة لغزة فد بشّر باتفاقات وقف إطلاق النار عدة مرات دون أن يتحقق واحد منها، وأحياناً وربما غالباً كان ينقلنا من حالة تفاؤلٍ إلى عكسها، حين يهدد بفتح أبواب جهنم على غزة، مع أن حليفه أو شريكه أو أداته نتنياهو لا يحتاج إلى توصية بذلك.
اليوم قرأنا العناوين الرئيسية للصحف، واستمعنا إلى تقارير إخباريةٍ بثت بكل اللغات، تضمنت بشائر يزفها الرئيس ترمب، إذ وعد بحدثٍ استثنائي عظيم في الشرق الأوسط، لأول مرة على الإطلاق!.
على السادسة مساء اليوم بتوقيت الشرق الأوسط سيتم اللقاء المرتقب بين ترمب ونتنياهو، وبعده سوف نرى الحقيقة أو مقدماتها، أي أننا سنرى عن ماذا سيتمخض الجبل، وماذا يلد.
لن نتوه في استنتاجات مسبقة من تلك التي يصدرها لنا المحللون وما أكثرهم، أو تلك التي يتنبأ بها المنجمون الذين قيل عنهم.. كذبوا ولو صدقوا.
بعد السادسة مساء اليوم، ستظهر الحقيقة على لسان اثنين هما قطبا الحرب على غزة، وإذا كان يقال عادة إن غداً لناظره قريب فلسان حال ما يجري وما سيجري يقول، إن السادسة مساء اليوم وما يليها مباشرةً لناظرها أقرب ولعله خيراً.