النقابات المهنية والعمالية ، مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص إن لم يكن الان فمتى؟؟

مدى الأخبار: الحديث واضح والصفقة اصبحت اوضح، لا هوية ولا كيان وطني بل تمزيق جديد وقد يكون هذه المرة بموافقة عربية وفلسطينية وغطاء اسلامي ودولي، اذن ما نحن فاعلون؟ في ظل عجز السلطة عن مقاومة الضغوطات وعدم قدرة الحكومة على توفير ما يوفر الحد الادنى من الحياة بسبب الحصار المالي وفي ظل محاولات فرض شروط الاستسلام على شعبنا في غزة، طالما ان الوجود السياسي والبشري مستهدف وطالما امريكا بهذه الصفقة تهدف الى تصفية القضية من خلال وضع قطاع غزة تحت وصاية بلير ومن معه، فان المطلوب ان تتحرك النقابات المهنية والعمالية ومؤسسات المجتمع المدني من حقوقية وغيرها، كما على القطاع الخاص ان يكون له دور في هذا التحرك، لان الحديث يدور عن بناء منظومة قانونية وتشريعية وقضائية وادارية جديدة في قطاع غزة، فكل الجهود التي بذلت طوال الاعوام السابقة بتوحيد شقي الوطن تكون قد ذهبت ادراج الرباح بل فان الخطر سيداهمنا جميعا.
لماذا الان ودون تأخير، لان الكل في هذه الحالة سيكون مستهدف، لن يتمكن القطاع الخاص بموجب هذه الخطة من العمل في قطاع غزة الا من خلال موافقات واجراءات تخضع لغير الفلسطينين فكافة التراخيص والاذونات السابقة تحتاج الى موافقات جديدة ومن من؟ وكذلك مؤسسات المجتمع المدني ستحتاج الى مسح امني خاص قبل ان يسمح لها في العمل في قطاع غزة وكذلك الحال بالنسبة للنقابات المهنية والعمالية حيث سيتيح نظام الوصاية الجديد لبناء منظومات نقابات جديدة بعيدة كل البعد عن المنظومات القائمة. انه زلزلال او طوفان يغمر ما انجز وطنيا، وسننشغل بالنضال من جديد لتوحيد الاجسام والبحث عن ارضيات مشتركة، انها الكارثة ليس على مستوى سياسي فقط بل على صعيد التركيبة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبنيوية، لذا المسألة لم تعد ترتبط بالسلطة او حماس او اي فصيل اخر او تنظيم او قطاع دون الاخر، هذا يتطلب التحرك على مستويات نقترح منها الاتي:
1- ان يتم تشكيل اطار عمل من القطاع الاهلي والخاص والنقابات لهدف واحد ومحدد حتى لا تضيع البوصلة عنوان هذا الاطار رفض مشروع الوصاية وتعيين بلير او اي اجنبي مسئولا عن الفلسطينين، يرسم هذا الاطار مسارات العمل المحددة والتي تتوزع حسب اختصاص كل قطاع من القطاعات وكل نقابة او مؤسسة او شركة ربحية او غير ربحية ، كما ان المفروض ان يضم هذا الاطار عدد من المؤسسات الفلسطينية خارج الوطن كما ومن اللازم ان يضم اليه شخصيات فلسطينية وعربية ودولية رافضة للمشروع ومدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني.
2- الاطار لا يحتاج الا الى سكرتاريا يفضل ان تكون من الشباب الفلسطيني المنتشر حول العالم والذي يجيد لغات العالم وهم كثر بحيث ينسقون عمل الاطاروتنظيم فاعليات عمله وزياراته واجتماعاته ولا ضير من الاستعانة باي اطار او شخص او منظمة او جهة ترى بنفسها قدارة على مساندة هذا التحرك، على ان يتم فك الاطار بعد افشال مشروع الوصاية.
3- يمكن للنقابات سواء النقابات المهنية او العمالية ومن خلال شركاءها في العالم تشكيل وفود والتوجه نحو صناع القرار بزيارات مباشرة ومستمرة من برلمانات وحكومات عربية واسلامية واورويبية وامريكية لرفض الوصاية وترك ملف ادارة القطاع الى المرجعيات الفلسطينية، فلا توني بلير ولا خطة مارتن انديك ولا خطة ترامب، ان تحركت النقابات العمالية والمهنية وشكلت وفود ولا ضير من مرافقة هذه الوفود بشخيات فلسطينية من الخارج ومن داخل مناطق العام 1948.
4- مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية لديها علاقات وثيقة مع مؤسسات عربية ودولية واسلامية لماذا لا تتحرك وتشكل اطار جامع فقط على قضية غزة وحرية الفلسطينين ، حتى لا نقع في الخلاف مع الاخرين، هذه المؤسسات يمكن لها ان تشكل اطار جامع وفعال للضغط على اللوبيات داخل صناعة القرار في العالم.
5- بالتوازي مع هذا الاطار الوطني يمكن ان يشكل وفد فلسطيني اسرائيلي ممن يؤم بالحق في الحياة والحرية والمساواة للفلسطينين من داخل فلسطين ومن “اسرائيل” وخارج البلاد خاصة وان هناك العديد من اليهود وحتى ممن كان في صناعة القرار داخل اسرائيل يرفض عمليات القتل والتهجير لاهلنا في غزة وكذلك يرفضون اعتداءات المستوطنين، لماذا لا يبادر الحزب الشيوعبي داخل العام 1948 بهذه المبادرة مع شخصيات فلسطينة وعربية واسلامية ودولية لاطلاق مبادرة الحرية لفلسطين.
6- لماذا لا نطلق حملة اعلامية دولية عنوانها لا للوصاية الدولية على فلسطين، تستمر الحملة على مدار الساعة لمدة اسبوعين على الاقل لافشال مشروع الوصاية.
المطلوب من النقابات والجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص ان تحولوا الفرصة الان بحجم التضامن العالمي الى انشطة، وليس مكسب اعلامي بل تحويله الى انجاز من خلال الوصول الى صناع القرار والجلوس معهم والتاثير عليهم فالمظاهرات في العالم تحتاج الى جهد منظم قادر على تحويل هذه المشاعر الصادقة الى سياسات تصنع التغيير فهل لكم يا من تجلسون على هذه المواقع ان تبادروا في ذلك، فان فعلتم فقد اديتم رسلتكم وان لم تفعلوا فالتضامن مستمر ولن تستطيعوا الا ان تكونوا في صفاف من تجاوزتهم الاحداث.