رد حماس على خطة ترامب ذكي وماذا عن ترحيب السلطة!

لا شك ان رد حركة حماس جاء موفقا على خطة ترامب ومن الواضح ان ردها جاء منسقا بالكامل مع مصر وتركيا وقطر والاردن وبكل تاكيد مع السعودية، اما ترحيب الرئاسة بجهود ترامب والتاكيد على التمسك باعلان نيويورك فهو ليس كذلك من وجهت نظر البعض بل تعرض لهجوم وصل الى حد التهكم.
نسى من وصف رد حماس بالذكي ورد الرئاسة بالترحيب بجهود ترامب دون الموافقة على خطته ان طرفي النقيض يسيرون في ذات الاتجاه، لذا فان التسرع في وصف الاشياء دون ادراك مضامينها يجب ان تتوقف وعلينا ان نستفيق من حالة المناكفة السياسية ونقييم التصريحات تجاه التحديات الوجودية من منظور اكثر عمليا.
لم يكن امام حماس خيار دون الموافقة الذكية، ولم يكن امام الرئاسة الا الترحيب بجهود ترامب، فالموقفين صحيحان من الناحية السياسية وذكيان تكتيكيا لان شعبنا يتعرض للابادة ومحاولات اقتلاع حثيثة. مساحات المناورة والعنتريات اصبحت من وراء ظهورنا وبات من اللازم ان نقوم بخطوات عديدة منها:
1. الدعوة الى اجتماع قيادي فلسطيني تحت رعاية مصر والسعودية وتركيا وقطر والاردن لرسم معالي المرحلة القادمة، خاصة وان امريكا واسرائيل وبعد الانتهاء من مرحلة تبادل الاسرى قد ينقلبوا على الاتفاق و/او قد يجدوا من الاعذار ما يدفع اسرائيل للعودة الى الحرب.
2. نعلم ان الوقت ضيق ولا مجال لتحضير اطلاق مؤتمر شبيه باعلان نيويورك كما فعلت السعودية وفرنسا الا ان الوقت لم يمضي ايضا لامكانية عقد مؤتمر وحدوي من خلال دول وازنة في العالم العربي والاسلامي والمجمتع الدولي المؤيد لفلسطين لاطلاق وثيقة قادرة على الاجابة على تحديات وجودية انشاتها خطة ترامب، حيث نصبح امام حقائق جديدة في حال استمر العمل على تنفيذ خطة ترامب و/او التعديل عليها و/او اعادة طرح تصور جديد ان فشلت الخطة بالاستمرار بعد تنفيذ المرحلة الاولى لها.
3. بعد الرد الذكي من حماس والتصريحات الحكيمة من الرئاسة لا بد من استثمار اللحظة التاريخية وتحقيق اختراق على شكل الادارة التي نريد كشعب فلسطيني وكامة عربية واسلامية للقطاع وللضفة الغربية لانه من الواضح اننا امام لحظات تاريخية فارقة قد تؤدي الى اطلاق عملية سلام اقليمية شاملة تتطلب من الجميع ان يكون هناك موقف فلسطيني موحد.
4. من الافضل ان يسارع المجتمع المدني والقطاع الخاص والنقابات والكتاب والشخصيات الاكاديمية والسياسية الفلسطينية والجهات العربية والدولية المساندة للشعب الفلسطيني الى اصدار وثيقة مقبولة سياسا للتعامل مع المرحلة وتطرح للنقاس واتخاذ القرار بشانها عبر تشكيل فريق عمل لاتمام لقاءاته وزيارته للمسئولين الفلسطينين والعرب والمسلمين والغربيين لدفعهم لتبني وحدة موقف فلسطيني وقد يكون خيار الاستفتاء الشعبي هو احد هذه الادوات.
5. ان من يقوم وقام بارسال سفن كسر الحصار وتنظيم المظاهرات وانطلاق حملات الدعم لفلسطين في انحاء العالم جدير بان يأخذ دوره على صعيد الضغط لوحدة الموقف الفلسطيني عبر الدعوة لعقد مؤتمر في اكثر العواصم الدولية تضامنا مع فلسطين في اسبانيا لاطلاق مشروع انقاذ غزة والضفة الغربية والقدس من حالة التمزق ودعم احياء مشروع العمل الفلسطيني المشترك، قد يبدو هذا المقترح ضرب من المبالغة، لكننا ان امعنا بالنجاح العظيم الذي تم ومواقف اسبانيا والشعوب الاوروبية وشعوب امريكا اللاتينية وقيادات العالم بدءا من جنوب افريقيا وعدد من رؤساء امريكا اللاتينية والمتعاطفين في استراليا وكندا وغيرها من بقاع العالم قد تؤدي الى بناء منظومة او التسويق الى منظومة قادرة على حمل وحدة الموقف الفلسطيني نحو الامام.
6. المطلوب الان وقبل كل شئ وقف اي عمليات تحريض على حماس او السلطة او اي جهة فلسطينية ويجب الطلب وبشكل رسمي ممن يعتاشون سياسيا وماليا واعلاميا على هذه الخلافات التوقف خاصة من هم فلسطينين و/او من هم محسوبين انهم كذلك على اي مقابلات او مقالات او تصريحات تؤجج من الخلاف الداخلي والانتباه لتجاوز المرحلة بكل ما تحمل من مخاطر وجودية.
7. حان الوقت وبلا تردد للتواصل المباشر مع القوى الاسرائيلية وحتى الشخصيات الصهيونية التي وقفت ضد الابادة والتهجير من قبل الفلسطينين وعلى كافة مشاربهم لبلورة موقف فلسطيني اسرائيلي واحد وموحد لوقف الحرب وبناء مسارات ممكنة لتجاوز هذه الحكومة اليمينية، وجعلهم شركاء في المشوار الدولي لمتابعة تبعات الحرب ووقف اثارها وحماية حقوق الفلسطينين.ونعتقد ان الاحزاب العربية داخل "اسرائيل" يجب ان تقود هذا الحراك.
على كل حر وعاقل ووطني ومسئول وجهة رسمية او اهلية او خاصة او غيرها ان تتحرك لانتهاز هذه اللحظة لتحويلها ولمرة وللابد الى فرصة لبناء دولة فلسطينية وقد تكون هذه فرصتنا الاخيرة.