خاص| ماذا لو أعلن عن سريان وقف إطلاق النار في غزة الآن؟
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتزايد المأساة الإنسانية التي يعيشها السكان، أكد نائب مفوض الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان أمجد الشوا أن الاحتلال يواصل حربه بكل مستوياتها، ضاربًا عرض الحائط بالدعوات الأمريكية لوقف إطلاق النار، ومحذرًا من أن الوضع في القطاع بلغ مرحلة كارثية على مختلف الأصعدة.
قال نائب مفوض الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان أمجد الشوا في حديث خاص لـ"رايــة"، إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ما زالت قائمة، رغم الدعوات الأمريكية التي صدرت مؤخرًا عن الرئيس دونالد ترامب لوقف إطلاق النار بشكل فوري.
وأوضح الشوا أن الاحتلال يواصل عملياته العسكرية المكثفة واستهدافه للمدنيين الفلسطينيين ومنازلهم في مختلف المناطق، مضيفًا أن الأيام الماضية شهدت مجازر جديدة في مدينة غزة وخان يونس، راح ضحيتها عدد من الشهداء بينهم أفراد من عائلة أبو جحا.
وأشار إلى أن معاناة الفلسطينيين تتفاقم بسبب الحصار المشدد ومنع دخول المساعدات الإنسانية، لا سيما إلى مدينة غزة، مؤكدًا أن الاحتلال يغلق شارع الرشيد أمام المساعدات وعودة النازحين، إضافة إلى استمرار إغلاق معبر زكيم في وجه الإغاثة المتجهة إلى شمال القطاع.
وحول ما يمكن أن يعنيه وقف إطلاق النار في هذه اللحظة، قال الشوا: "بالنسبة لغزة، فإن وقف النار يعني بداية معركة جديدة نحو استعادة الحياة الطبيعية، وتمكين الناس من العودة إلى بيوتهم أو ما تبقى منها، والعيش بكرامة مع توفر الإيواء والمساعدات الإنسانية."
وأضاف أن السكان ينتظرون هذه اللحظة منذ عام تقريبًا، على أمل أن تبدأ مرحلة جديدة تشمل إعادة الإعمار، وتحريك عجلة الاقتصاد، وعودة العملية التعليمية في المدارس والجامعات، لكنه شدد على أن تحقيق ذلك على أرض الواقع يحتاج إلى وقت طويل وإرادة سياسية جادة.
وتابع الشوا: "نحن نحاول أن نصنع الأمل في مواجهة محاولات الاحتلال تهجير الفلسطينيين وصناعة فقدان الأمل لديهم، فشعبنا صمد وبقي، ويجب أن تتسارع الجهود لإنهاء الحرب بكل مستوياتها، وبدء العمل الفوري لتوفير احتياجات المواطنين الأساسية، خاصة الغذاء والماء والتعليم وفرص العمل."
وأوضح أن هناك حاجة عاجلة لتوفير مدارس مؤقتة ومتنقلة لطلاب الجامعات والمدارس، وإنشاء مشاريع تشغيلية للشباب، وصيانة شبكات المياه والبنية التحتية، إضافة إلى إنشاء مواقع ومخيمات لإيواء النازحين ريثما تبدأ عملية إعادة الإعمار التي ستستغرق وقتًا طويلًا.
وفي تعقيبه على خريطة الانسحاب الأولي التي نشرتها الرئاسة الأمريكية مؤخرًا، قال الشوا: "نأمل أن تُترجم هذه الخريطة إلى خطوات عملية تضمن انسحابًا كاملاً لقوات الاحتلال وعودة النازحين إلى منازلهم، دون اقتطاع أي جزء من أراضي القطاع."
وحذر من أن الخريطة تُبقي مساحات واسعة من غزة تحت سيطرة الاحتلال، وهو ما وصفه بـ"الأمر الخطير جدًا"، داعيًا الوسطاء وكل الأطراف إلى العمل على ضمان بقاء قطاع غزة تحت السيادة الفلسطينية الكاملة، وعدم السماح للاحتلال بفرض وقائع جديدة على الأرض.