أقل الكلام: " الحاجة أُمّ الاقتناع! "

2025-10-06 12:33:41

تحت وطأة الحاجة الـمُلحّة لدخول نادي أصحاب نوبل، التي تبدأ ترشيحاتها نهاية الأسبوع الجاري، أمسك قطب العقارات وصاحب الصفقات بطرف الخيط الذي مدّته له "حماس"، على قِصَره ومحدوديته، ردّاً على خطته الغارقة في التفاصيل، والمسكونة بقطعان الشياطين، لتجعل من كل بندٍ منها قنبلةً موقوتةً قابلةً للانفجار عند أول محاولة اختبار.

هل تنتهي حاجة ترمب بعد أن يقضي وطره، ويحقق هدفه، قبل أن يعود إلى عادته القديمة بقول الشيء ونقيضه، وانقلابه على حليفه وصديقه، فيومئ بحاجبه لشريكه في الإبادة لمواصلة المقتلة، كما توعّد الحركة أمس بالإبادة، إنْ هي ظلت حجر عثرةٍ أمام نيله الجائزة؟

بدا ترمب أمس وهو يتحدث عن سلامٍ شاملٍ في المنطقة كأنه يقدم أطروحته للجنة نوبل، التي تجتمع بعد أيامٍ في أوسلو. إذا حدثت المعجزة، واقترن اسم ترمب بأصحاب نوبل، فإن لـ"المومس" الحق في أن تضيف إلى اسمها لقب الفاضلة، وللسارق أن يضيف لقب الأمين، وللحاكم الجائر أن يضيف لقب العادل، فمن أوعز بوقف الحرب خلال ثوانٍ هو من أرخى لها حبل الدم والدمع، وظل يُطفئ النار بالبنزين، حتى وقفت على عتبة عامها الثالث وقد أهلكت الحرث والنسل.

إنّ بعض الشك من حسن الفطن، وتقلبات وجه ترمب في سماوات مصالحه، وسوابق صحائفه بسرعة اشتعاله، وسهولة تأليبه وشحنه، تجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا من ضربةٍ غادرة، وعودةٍ صاخبةٍ لعنعنات الجحيم، متعللاً بعدم الالتزام ببنود الاتفاق، الذي لم يتحقق منه حتى الآن بنده الأول بوقف إطلاق النار، فعداد الضحايا لا يزال على حاله، وكأنّ نتنياهو يستعد لتفعيل بروتوكول "هنيبعل" على سكان غزة، غير عابئ بحياة المحتجزين الذين يتطلب الإفراج عنهم تهيئة الظروف الملائمة لتجميعهم قبل تسليمهم، وانتشال الجثامين من تحت الركام.

لقد ظهّرت حرب العامين ما كان خفيّاً، وفكّكت طلاسم ما ظل عصيّاً على الفهم، وأجابت عن سؤال المليون: "مَن يقود.. أمريكا أم إسرائيل؟".
لقد عرض ترمب خطته على "حماس" بنية الرفض، فأُسقط في يده ويد شريكه في المقتلة من رد الحركة بالموافقة، واستعدادها لتنفيذ حصتها من البنود العشرين من الصفقة بعد مفاوضاتٍ تبدأ اليوم، لوضع آليات التنفيذ تحت سيف التهديد والوعيد.