خاص| أسواق دير البلح: أسعار متباينة وبضائع تبحث عن مشترين و"الفكة" أكبر معضلة!

2025-10-08 10:49:11

في قلب أسواق دير البلح وسط قطاع غزة، تتقاطع تفاصيل الحياة اليومية مع واقع اقتصادي متقلّب تتباين فيه الأسعار، وتبحث فيه البضائع عن مشترين في ظل أزمة نقدية خانقة جعلت من "الفكة" — العملات المعدنية الصغيرة — إحدى أبرز مشكلات الحياة اليومية في القطاع.

مراسل شبكة راية الإعلامية في غزة سامح أبو دية ينقل تفاصيل المشهد من الميدان..

وقال أبو دية إن سوق دير البلح يُعد اليوم السوق الأكبر في قطاع غزة، ويشهد اكتظاظًا هائلًا في البضائع والمواطنين، موضحًا أن البضائع المعروضة هي تجارية وليست مساعدات إنسانية.

وأوضح أن المساعدات لا تدخل إلا بكميات محدودة جدًا عبر مسارات يسيطر عليها الاحتلال، وغالبًا ما يتم نهبها أو منعها من الوصول إلى عمق القطاع، في حين يسمح الاحتلال بإدخال البضائع التجارية عبر تجار محددين يتم فحصهم أمنيًا، وفق زعمه.

وأشار إلى أن الاحتلال يتعمد التحكّم في الأسعار، فترتفع أو تنخفض حسب رغبته، لكن المنافسة القوية بين التجار في الأيام الأخيرة أدت إلى هبوط ملحوظ في أسعار بعض السلع، خصوصًا البضائع التجارية.

ورغم هذا الانخفاض النسبي، يؤكد أبو دية أن الأسعار ما زالت مرتفعة بالنسبة للغالبية العظمى من المواطنين، إذ إن 90% من سكان غزة لا يملكون القدرة الشرائية الكافية لاقتناء المواد الغذائية الأساسية.

وأضاف أن أزمة السيولة النقدية تفاقمت مع ارتفاع عمولات صرف الأموال من البنوك إلى حدود 30–35%، مشيرًا إلى أن فئة محددة من تجار السيولة تتحكم في حركة النقد، وتقوم بالاستيلاء على العملات الصغيرة (الفكة) ما أدى إلى أزمة حقيقية في التداول اليومي.

وقال: "نحن اليوم في غزة نشتري النقود بالنقود، فلكي أحصل على أموالي نقدًا أحتاج لدفع عمولة تصل إلى 30%، ثم أكتشف أن التاجر لا يسلم سوى الأوراق النقدية الكبيرة من فئة 100 أو 200 شيكل، ويرفض التعامل بالفئات الصغيرة."

وبيّن أن غياب الفكة أجبر المواطنين على شراء سلع غير ضرورية فقط للحصول على الباقي، فالمحال التجارية وحتى البسطات لا تملك فكة لتوفيرها للزبائن، مضيفًا أن بعضهم يضطر لدفع 100 شيكل مقابل سلع قيمتها 70 فقط ليستطيع الحصول على باقيه نقدًا.

وقال أبو دية إن الأسعار ما زالت مرتفعة رغم تراجعها النسبي، حيث بلغ سعر كيلو السكر 10 شواكل، والأرز 15 شيكلًا، فيما تباع علبة الجبنة بـ7 شواكل بعد أن كانت لا تتجاوز شيكلين قبل الحرب.

وأشار إلى أن المواطنين يعيشون أوضاعًا معيشية قاسية بعد عامين من الحصار المالي وفقدان فرص العمل، موضحًا أن نحو 90% من السكان بلا دخل ثابت حتى اليوم.

أما عن السلع الأساسية، فأوضح أن الاحتلال لا يزال يرفض إدخال مواد مثل البيض واللحوم الحمراء والدجاج عبر التجار، كما أن قطاع المنظفات شهد تشبعًا جزئيًا، لكن بعض الأنواع لا تزال مفقودة من الأسواق.