خاص| فرحة حذرة في غزة بعد إعلان وقف إطلاق النار: تكبيرات في المخيمات ومخاوف من تكرار المأساة
بعد عامين من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تترقب العائلات الفلسطينية بقلوب مثقلة سريان وقف إطلاق النار الذي يشمل تبادلًا للأسرى، وانسحاب قوات الاحتلال إلى المناطق المتفق عليها، وإدخال المساعدات الإنسانية.
وقالت مراسلة شبكة "رايـة" الإعلامية في غزة ربا خالد إن خبر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أثار مشاعر مختلطة بين سكان القطاع الذين يعيشون المأساة منذ أكثر من عامين.
وأوضحت أن مجرد تداول نبأ الاتفاق عبر وسائل الإعلام كان كفيلًا بإشعال التهليل والتكبير من نوافذ المنازل، حيث علت أصوات الفرح في المخيمات، وتبادل الأهالي الصرخات بين الأحياء التي تنتظر منذ عامين بارقة أملٍ بأن الحرب ستضع أوزارها قريبًا.
وأضافت أن الفلسطينيين في غزة يتشبثون بهذا الأمل، على أمل أن يكون بداية لإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال، وإنهاء مرحلة القصف والدمار التي لم تترك بيتًا إلا أصابته مأساة أو فقد.
وتابعت خالد أن مشاهد الفرح امتزجت بالحذر، حيث توجّه عدد من المواطنين إلى المستشفيات – التي عادةً ما تنتشر فيها كاميرات الصحافة في ساعات متأخرة – للتأكد من صحة الأنباء وسط ظروف أمنية صعبة وعدم قدرة الناس على التنقل بحرية في الشوارع.
وبيّنت أن ما يشغل الفلسطينيين حاليًا أمران أساسيان: أولًا، عودة النازحين الذين اضطروا لمغادرة منازلهم في شمال القطاع ورفح إلى مناطق آمنة بعد أن دمّرها الاحتلال وفرض عليها تهجيرًا قسريًا.
وثانيًا، ضمان أن يكون الاتفاق دائمًا لا مؤقتًا، كما جرى في اتفاقات سابقة كانت سرعان ما تنهار لتعود معها المعاناة الإنسانية بأشكال أشد قسوة.
وأشارت مراسلة راية إلى أن الجيش الإسرائيلي أعلن فجر اليوم أن منطقة شمال وادي غزة ما تزال “منطقة خطرة”، وهو ما بدّد آمال كثير من العائلات بالعودة الفورية إلى منازلها رغم الحديث عن الانسحاب المرتقب.
وأضافت أن الحكومة الإسرائيلية من المقرر أن تجتمع عند الساعة الثانية عشرة ظهرًا للمصادقة على الاتفاق رسميًا، ما يعني أن الإعلان الفعلي سيدخل حيز التنفيذ خلال الساعات القادمة.