خيرها في غيرها يا سيد ترمب

2025-10-11 12:13:07

لم يستطع الرئيس ترمب إخفاء تأثره بذهاب جائزة نوبل للسلام لسيدةٍ فنزويلية، رآها قليلة الشأن بالقياس لمكانة رئيس أقوى دولةٍ في العالم.

في الأساس لم يكن منطقياً تطلع ترمب للحصول على الجائزة، وهو لم يُكمل سنته الأولى من ولايته الثانية، كما لم يحقق وعوده بإنهاء الحروب الكبرى وهي في الواقع حرب الشرق الأوسط وبؤرتها غزة، وحرب أوروبا وبؤرتها أوكرانيا.

أمّا ما عدا ذلك من اتفاقاتٍ توصل إليها بين أطرافٍ متنازعة، فلا تستحق أن يُقال عنها إنها حروبٌ توقفت.

لسوء تقدير الرئيس ترمب، أن قرار منح نوبل للسلام كان يُطبخ وحرب أوكرانيا تتصاعد وتتسع، وغزة تحترق بفعل فتح أبواب جهنم عليها، وهذا المصطلح الجهنمي هو من ابتكار الرئيس ترمب، ولم ينصحه فريقه بأن أبواب جهنم ونوبل للسلام لا يتفقان.

غير أن أبواب نوبل لم تُغلق تماماً أمام ترمب، وإذا كان مانحوا الجائزة يقوّمون جدارة من يستحقونها على ضوء ما يقدمون من إنجازاتٍ في سبيل السلام فما يزال الباب مفتوحاً أمام ترمب للحصول عليها، والمرشح المضمون في هذه الحالة هو الشرق الأوسط الذي حصل العديد من قادته على الجائزة لمحاولتهم صنع السلام.

لم تُمنح الجائزة بفعل استباب السلام فعلاً في أخطر وأهم مناطق العالم اضطراباً وانتاجاً للحروب، وإنما بسبب المحاولات الجدية التي بُذلت من أجل ذلك، دون إغفال أن الذي صمد هو السلام المصري الإسرائيلي، الذي صنعه السادات وبيغن وتحت رعاية ومجهود الرئيس كارتر.

ترمب الذي لن يفارقه التوق للحصول على هذه الجائزة، أمامه فرصةٌ جيدةٌ لذلك، ربما يكون وقف الحرب على غزة، مقدمةً معقولةً توضع في رصيده، حين يشرع مقررو منحها في المرة القادمة في دراسة الترشيحات المقدمة لهم.

في هذه المرة كان ترشيح نتنياهو له وهو المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية عامل طردٍ للجائزة وليس حافزاً للحصول عليها، أمّا في المرة القادمة فبوسع ترمب الحصول على ترشيح جميع زعماء الشرق الأوسط وشعوبه إذا ما حقق سلاماً دائماً أساسه حلٌ جذريٌ للقضية الفلسطينية يرضى عنه الفلسطينيون والعرب والعالم، ولا يُفرض من خلال فتح أبواب جهنم، فهل يذهب الرئيس ترمب في هذا الاتجاه؟ أم يظل متكئاً على ترشيح نتنياهو؟