رئيس بلدية غزة لراية: فقدنا 85% من إمكانياتنا.. والمياه التحدي الأكبر بعد الحرب

2025-10-12 09:44:17

في ظل الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ومع بدء عودة مئات آلاف النازحين من الجنوب نحو مدينة غزة وشمالها، تواجه بلدية غزة تحدياتٍ غير مسبوقة تتعلق بفتح الطرق، وإعادة الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الميا

رئيس بلدية غزة، الدكتور يحيى السراج، تحدث في حديث خاص لـ"رايــة" عن واقع المدينة بعد الحرب، والمعاناة التي تعيشها البلدية والمواطنون على حد سواء.

وقال السراج، إن ما شاهده خلال جولاته الميدانية في أحياء مدينة غزة “يفوق الخيال والتصور”، مضيفًا أن آلة الدمار الإسرائيلية خلال الشهرين الماضيين كان هدفها “التدمير من أجل التدمير، وجعل المناطق غير قابلة للسكن والحياة”.

وأوضح أن الاحتلال سعى من خلال هذا التدمير إلى “التهجير والطرد القسري للفلسطينيين من أرضهم”، لكنه فشل في تحقيق ذلك رغم شدة العدوان.

وأضاف السراج أن التحديات التي تواجه بلدية غزة كبيرة منذ اليوم الأول للعدوان، لكنها ازدادت صعوبة في الأسابيع الأخيرة، مؤكدًا أن “المدينة كانت محاصرة من الشرق والجنوب والشمال، فيما بدأ الزحف الأخير من الجهة الشمالية الغربية لمحاولة خنق المدينة، لكن المواطنين صمدوا وبقوا”.

وأشار إلى أن أبرز التحديات الحالية تتمثل في فتح الشوارع لعودة النازحين، وتأمين وصول سيارات الإسعاف والدفاع المدني والخدمات البلدية، مؤكدًا أن هذا التحدي كان “الأكبر” أمام البلدية، خاصة في ظل انعدام الإمكانيات.

وأوضح السراج أن 85% من إمكانيات البلديات فُقدت بالكامل، وقال: "ليس لدينا أي وسيلة كافية لخدمة المواطنين، ولكننا استخدمنا ما توفر من إمكانيات لدى القطاع الخاص، وبدأنا بثلاث جرافات فقط كانت بمثابة طوق نجاة لفتح بعض الشوارع الرئيسة والسماح بعودة المواطنين".

وبيّن رئيس البلدية أن عملية فتح الشوارع بشكل كامل قد تحتاج إلى “شهر أو شهرين على الأقل” لإعادة شيء من الحياة إلى المدينة.

وفيما يتعلق بالمياه، أكد السراج أن “المياه كانت وما تزال التحدي الأول منذ اليوم الأول للعدوان”، موضحًا أن عددًا كبيرًا من الآبار دُمر للمرة الثانية أو الثالثة بعد أن كانت البلدية أصلحتها سابقًا.

وأضاف أن كمية المياه المتاحة حاليًا في مدينة غزة لا تتجاوز 25% من الحاجة اليومية، ومعظم الكميات تأتي من آبار لا تعمل بالكفاءة المطلوبة.

وأوضح أن البلدية تعتمد حاليًا على ثلاثة مصادر رئيسة لتأمين المياه:

- تشغيل ما يمكن تشغيله من الآبار البلدية.

- الاستفادة من خط المياه القادم من الجانب الإسرائيلي، والذي كان يشكل سابقًا 20% من حاجة المدينة، وأصبح اليوم يشكل أكثر من 70% من الإمدادات.

- مساعدة المواطنين الذين يمتلكون آبارًا خاصة وتشغيلها لتغطية العجز.

وأكد السراج أن البلدية تعمل على صيانة شبكة المياه، خصوصًا الخطوط الرئيسة التي تعرضت للدمار، بالتعاون مع المؤسسات الدولية والعربية، لكن “هذا يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين”.

وعن دور المؤسسات الدولية، قال السراج في حديثه لراية إن هناك تعاونًا قائمًا مع العديد من المؤسسات، لكن “الأسابيع الأخيرة من العدوان شهدت انسحاب معظمها من غزة، تاركةً البلدية تواجه مصيرها وحيدة”.

وأشار إلى أن بعض المؤسسات بدأت العودة تدريجيًا في الفترة الحالية، وأنها تتواصل مجددًا مع البلدية، لافتًا إلى أن المطلوب منها الآن “شحذ الهمم وتوفير كل ما يمكن توفيره من قطع غيار وإمكانيات لازمة لتشغيل المولدات وشبكات المياه والآليات”.

وختم السراج بالقول إن البلدية قدمت خطة واضحة لاحتياجاتها حتى نهاية عام 2025، وتنتظر تنفيذ التعهدات من المؤسسات الدولية، مؤكدًا أن “تحقيق ذلك مرهون بفتح الحدود والمعابر بشكل كامل دون قيود على إدخال المعدات اللازمة لإعادة الإعمار”.