باحث لراية: إسرائيل تعرقل تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة

2025-10-16 10:26:22

د. أحمد فياض: إسرائيل تعرقل تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق إنهاء الحرب في غزة وتواصل السيطرة على مفاصل الحياة في القطاع

العنوان الفرعي:
الباحث السياسي من غزة: المسار الأمريكي تحول إلى وثيقة ضبابية تخدم الاحتلال... وفتح المعابر وإدخال المساعدات لا يزالان حبرًا على ورق

 

قال الكاتب الصحفي والباحث السياسي من غزة الدكتور أحمد فيّاض، إن المسار الذي أطلقه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتوافق مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ما زال يكتنفه الغموض، رغم كل ما يُروّج له من تقدم سياسي في ملف غزة.

وأوضح فيّاض في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية أن ما يسمى بـ«المسار الأمريكي» أو «رؤية ترامب» لم يكن خطة واضحة المعالم، بل مجرد وثيقة غامضة تحوّلت في قمة شرم الشيخ إلى صيغة تنفيذية، تقوم على مراحل مشروطة التنفيذ من الجانب الإسرائيلي.

وأضاف أن إسرائيل ربطت الانتقال إلى المرحلة الثانية بتنفيذ شروطها في المرحلة الأولى، التي تتضمن إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات، وفتح معبر رفح، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وهي شروط لم تُنفّذ بعد.

وأشار فيّاض إلى أن الإدارة الأمريكية تروّج إعلامياً لإنجاز المرحلة الأولى من الاتفاق والانتقال إلى المرحلة الثانية، بينما الواقع على الأرض يقول عكس ذلك.

وقال: «ما يجري الآن على الأرض يُثبت أن لا انتقال حقيقياً، فالمعابر ما زالت مغلقة، والمساعدات لا تدخل بالشكل الكافي، والمجاعة والقتل مستمران في قطاع غزة».

وبيّن أن إسرائيل تفضّل البقاء في المرحلة الأولى للبحث عن ذرائع وخروقات شكلية تسمح لها باستئناف الحرب، وهو ما يتوافق مع تصريحات سابقة لنتنياهو ومسؤولين في حكومته.

وفي رده على تصريحات أمريكية تفيد بأن المرحلة الأولى "أُنجزت بنجاح كبير"، قال فيّاض إن ذلك خطاب دعائي لا يستند إلى وقائع ميدانية، لأن الاحتلال لا يزال يتحكم بكامل تفاصيل الحياة في القطاع.

وأردف: «إسرائيل ما زالت تسيطر فعلياً على أكثر من 50% من مساحة غزة، وكل ما تغيّر هو وتيرة الهجمات وليس جوهر الاحتلال».

وحول التوقعات للفترة المقبلة، أوضح الباحث السياسي أن المشهد معقد وضبابي، إذ من غير المتوقع أن تسير الأمور "على نحو مريح"، رغم أن مستوى العمليات العسكرية الإسرائيلية تراجع بشكل ملحوظ مقارنة بالعامين الماضيين.

وقال فيّاض في ختام حديثه: «ربما تراجعت حدة الحرب، لكن واقع الحياة في غزة ما زال معقداً للغاية. فالمساعدات محدودة، والدمار واسع، وعودة الناس إلى حياة طبيعية ما تزال بعيدة المنال».