مصر وأمريكا.. قطبا الميدان بشأن غزة

بعد زيارة ترمب لإسرائيل ومصر، ظهر أن المرحلة القادمة في مجال الحلول سيكون فيها قطبان رئيسيان في الميدان، هما أمريكا التي لا خلاف على دورها القيادي كصاحبة المبادرة المتفق عليها من جانب كل الأطراف، والتي أرسلت عدداً من الجنود إلى غلاف غزة، للإشراف على سير تطبيقها في هذه المرحلة والمراحل التالية، بما في ذلك المساعدة في عمليات البحث عن الجثث.
ثم مصر، المرشحة الأقوى وربما الوحيدة لقيادة الترتيبات الأمنية داخل غزة، بالتعاون مع آخرين، وترتيبات إعادة الإعمار ولا يبدو أن هنالك خلافاتٍ مؤثرة حول هذا الدور الرئيسي.
ما بين أمريكا ومصر في الشأن الغزي أدوارٌ داعمة، تقوم بها دولٌ عديدة، هي تلك الدول التي شاركت في لقاء شرم الشيخ وستشارك في مؤتمر إعادة الإعمار الذي تحضر له مصر.
إسرائيل نتنياهو ليست راضيةً عن المسار الإقليمي الأمريكي الدولي، الذي عالج المرحلة الأولى من المبادرة ويعمل على إكمال المراحل التالية، لذا ضخّمت إسرائيل كثيراً موضوع الجثث، مع أنها كانت على علمٍ مسبق بالمعوقات التي تحول دون تسليمها جميعاً في الوقت المفترض، بل إنها بمنعها دخول المعدات والخبراء المساعدين تعمل على شراء الوقت وإطالة أمد قضية الجثث لضمان حضورٍ أكثر فاعليةٍ في المراحل التالية، ومنها تسليم سلاح حماس وإنهاء حكمها ووجودها في غزة.
أمريكا تمتلك المؤهل الأقوى وهو انفرادها بقدرة الضغط على إسرائيل حين يلزم الأمر.
أمّا مصر، فتمتلك مؤهل الثقة بدورها وبقدراتها، ليس فقط من جانب الفلسطينيين بل ومن جانب الأشقاء القطريين والأتراك، ومعهم ووراءهم كل من شارك في لقاء شرم الشيخ.
إلى هذا الاتجاه تذهب الرهانات على نجاح المراحل التالية ليذهب الجميع إلى قضايا اليوم التالي، وهي الأوسع والأصعب، ليس مضموناً تماماً تحقيق ذلك بسلاسةٍ وميكانيكية، ولكن المناخ مواتٍ لأن يجري العمل عليه.