خاص| نتنياهو بين التهدئة والتصعيد... إستراتيجية لإطالة الأزمة في غزة

2025-10-20 11:22:35

في ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، تتصاعد التساؤلات حول نوايا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تجاه مستقبل التهدئة ومسار ما بعد الحرب في غزة.

قال الباحث في الشؤون الإسرائيلية محمد القيق في حديث خاص لـ"رايــة"، إن ما يجري حالياً في غزة ليس قراراً لحظياً من نتنياهو، بل خطة ممنهجة لإدارة التصعيد دون العودة إلى الحرب الشاملة، مضيفاً أن رئيس حكومة الاحتلال "يسعى لتطبيق نموذج لبنان، بحيث يتجنب سقوط جنود إسرائيليين أو تعرضه لإطلاق نار، وفي الوقت ذاته لا يُسجَّل عليه خرقٌ رسمي للاتفاق".

وأوضح أن "المشهد الخطير الذي أراد نتنياهو إيصاله بالأمس هو أن القوّة المفرطة ستبقى حاضرة في كل لحظة داخل قطاع غزة"، مشيراً إلى أن "الخروقات بلغت 18 خرقاً منذ بدء وقف إطلاق النار، أودت بحياة عشرات الفلسطينيين بين شهداء وجرحى، وأدت إلى تدمير واسع في المناطق المستهدفة".

وأضاف القيق أن نتنياهو يحاول استثمار الوقت الحالي لاستعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين قبل الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، وهي مرحلة يخشاها لأنها، بحسب القيق، "ستفتح الباب أمام حوار فلسطيني في القاهرة برعاية دولية، وقد تؤدي إلى توافق وطني فلسطيني يُمهّد لتدخل قوات دولية بينها مصر وتركيا، وهو ما يراه نتنياهو تهديداً لمشروعه السياسي".

وتابع: "نتنياهو يسعى لإبقاء الواقع القائم كما هو — سلطة أمر واقع في الضفة وأخرى في غزة — دون انتخابات أو تواصل سياسي جغرافي بين المنطقتين، ليقول للعالم إن الفلسطينيين غير موحدين، وإنه لا يوجد شريك حقيقي للسلام".

وأوضح الباحث أن "الإعلام الأمريكي بدأ يتحدث عن بدائل محتملة لقيادة السلطة الفلسطينية، في مشهد يذكّر بما حدث مع الرئيس الراحل ياسر عرفات"، مؤكداً أن "الاحتلال لا يسعى فعلياً للتخلص من سلاح حماس، لأنه يدرك أن أي محاولة من هذا النوع ستُفرز قوى جديدة، وأن فكرة إنهاء المقاومة باتت مستحيلة بعد عقود من النضال الفلسطيني".

وختم القيق حديثه بالقول إن نتنياهو "يعمل على إطالة المرحلة الثانية من الاتفاق قدر الإمكان، لإبقاء حالة عدم الاستقرار في الضفة وغزة، وتعميق الانقسام الفلسطيني، وإظهار أن لا أفق لحياة أو استقرار في الأراضي الفلسطينية"، معتبراً أن هذا النهج "يهدف إلى منع قيام دولة فلسطينية مستقبلية، وتثبيت مشروع الضم والهيمنة الإسرائيلية".