ناشط لراية: لم تعد حالات الفقدان طبيعية... الاعتداءات الاستيطانية تمتد إلى المتجولين في البرية

2025-10-20 12:27:07

في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين خلال موسم قطف الزيتون وازدياد الحوادث المأساوية في المناطق الطبيعية والصحراوية، يعيش الفلسطينيون في الضفة الغربية حالة من الخوف والقلق على حياتهم اليومية.

الناشط في مجال المسارات البيئية والمبادرات الشبابية صهيب سمارة يصف في حديث خاص لـ"رايــة" واقعًا ميدانيًا خطيرًا، مشددًا على أن الضفة الغربية "لم تعد تعرف مكانًا آمنًا"، وأن المستوطنين باتوا يستهدفون الفلسطينيين في كل بقعة من الأرض.

قال الناشط في مبادرة فلسطين على البسكليت صهيب سمارة إن العنف الممارس اليوم في الضفة الغربية "بلغ مستويات غير مسبوقة"، مضيفًا: "الوضع صعب جدًا، وما نشهده اليوم من اعتداءات هو تصعيد مستمر يهدد حياة الناس في كل المناطق."

وأوضح سمارة أن الفترة الأخيرة شهدت ازديادًا في حالات فقدان شبان خلال جولات أو مسارات في المناطق الصحراوية، حيث يتم العثور عليهم بعد أيام وقد فارقوا الحياة، مشيرًا إلى أن "الأمر لم يعد مجرد حالات ضياع طبيعية بسبب التضاريس أو الحرارة المرتفعة، بل هناك حوادث خطف واعتداء مباشرة من قبل المستوطنين".

وأضاف: "كنا سابقًا نبحث عن مفقودين بسبب وعورة المنطقة، لكن اليوم نواجه شيئًا مختلفًا؛ فقدان أشخاص بعد تعرضهم لاعتداء من المستوطنين الذين يقيّدونهم ويعتدون عليهم بوحشية."

وبيّن أن المناطق الصحراوية في الأغوار والبرية "خطيرة جدًا على أي متجول"، محذرًا من النزول إليها دون خبير أو دليل يعرف تضاريسها، ومؤكدًا ضرورة إبلاغ جهة أو شخص محدد بمسار الرحلة تحسبًا لأي طارئ.

وأشار سمارة إلى أن آخر الحالات كانت لشاب من قلقيلية فُقد لأربعة أيام قبل العثور عليه متوفًى، مضيفًا أنه شارك مع فرق المتطوعين في عمليات البحث: "كنا نعرف المنطقة جيدًا من خلال رحلاتنا السابقة، لكن رغم الخبرة صارت الحوادث تتكرر بشكل مؤلم."

وتابع: "في معظم الحالات للأسف تنتهي عمليات البحث بالعثور على الضحايا متوفين، بسبب وعورة المكان أو ارتفاع درجات الحرارة التي تصل إلى نحو 49 درجة مئوية، ما يؤدي إلى ضربات شمس مميتة."

وفي سياق متصل، أكد سمارة أن الخطر لم يعد محصورًا في الصحراء فقط، موضحًا أن "اعتداءات المستوطنين تمتد اليوم إلى القرى الفلسطينية من ترمسعيا وسلفيت إلى جنوب نابلس، في فرخة وعقربة وجوريش، حتى باتت تهدد حياة المزارعين يوميًا أثناء قطف الزيتون."

وقال: "ما نشهده اليوم من هجمات المستوطنين هو خطر حقيقي على حياة الناس، يهاجمون المزارعين دون رادع، والجيش يوفّر لهم الغطاء الكامل، فلا أحد يحاسبهم ولا من يردعهم."