خاص| الاحتلال يواصل تجويع غزة ومنع المساعدات رغم وقف إطلاق النار
رغم مرور أسابيع على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لا تزال الأوضاع الإنسانية تتدهور بفعل استمرار الاحتلال في منع دخول المساعدات الأساسية، وخاصة الطبية والغذائية.
وفي حديث خاص لراية، أكد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني الدكتور صلاح عبد العاطي من القاهرة، أن الاحتلال يستخدم "سلاح المساعدات" كورقة ضغط لمعاقبة سكان القطاع، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية.
وقال عبد العاطي إن الاحتلال الإسرائيلي “يواصل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية البطيئة بحق سكان قطاع غزة عبر فرض العقوبات الجماعية وتقليص المساعدات الغذائية والطبية والمستلزمات الأساسية”.
وأوضح أن الاحتلال يمنع دخول الكميات المطلوبة من المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بما في ذلك المستلزمات الطبية والوقود والأدوية والمواد الإغاثية الأساسية كالأغطية والطعام، إلى جانب استمرار عرقلة دخول الفرق الطبية والفنية والهندسية، وحتى منع إجلاء الجرحى والمرضى للخارج.
وأشار عبد العاطي إلى أن ما يدخل من مساعدات “يبقى أقل بكثير من الحد الأدنى المتفق عليه”، مضيفًا أن “الاتفاق نص على دخول ما لا يقل عن 600 شاحنة يوميًا، لكن ما دخل خلال الأسبوعين الماضيين لم يتجاوز 20% من المطلوب، وهو ما يؤكد إصرار الاحتلال على استخدام سلاح التجويع كأداة عقاب جماعي”.
ولفت إلى أن الاحتلال “يتجاهل تمامًا قرار محكمة العدل الدولية الأخير الذي أدان استخدام سلاح التجويع وجرّم منع المساعدات”، موضحًا أن المحكمة شددت على ضرورة تمكين وكالات الأمم المتحدة من أداء مهامها الإنسانية ورفع العقوبات المفروضة على غزة، إلا أن إسرائيل تواصل خرق هذه الالتزامات.
وأضاف أن “الاحتلال يهدف من خلال هذه السياسة إلى جعل القطاع منطقة غير صالحة للحياة، تمهيدًا لدفع سكانه إلى مغادرته بأي شكل من الأشكال”. واعتبر أن الذرائع التي يروّجها الاحتلال – كقضية تسليم جثامين الجنود المحتجزين لدى المقاومة – “ما هي إلا ستار لإخفاء نواياه الحقيقية، خاصة أنه يدرك أن بعض تلك الجثامين لا يمكن الوصول إليها تحت الأنقاض دون دخول معدات ثقيلة”.