دفن دفعة ثانية من جثامين شهداء مجهولي الهوية في غزة

2025-10-28 11:27:12

دفنت الجهات المختصة جثامين 41 فلسطينيًا مجهولي الهوية بمدينة دير البلح، كانت إسرائيل قد أعادتهم خلال الأيام الماضية إلى قطاع غزة عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وشاركت طواقم الدفاع المدني في دفن وتشييع الجثامين الـ41، إلى جانب فرق من وزارة الصحة والأوقاف والشؤون الدينية، ومديرية الشرطة بغزة وبلدية دير البلح، إضافة لوفد من لجنة الصليب الأحمر.

وهذه هي الدفعة الثانية من الجثامين التي تدفنها الجهات المختصة بغزة، من إجمالي ما وصل للقطاع من جثامين كانت تحتجزها إسرائيل، وذلك بعد تعذر التعرف على هوياتها لتحلل بعضها وطمس ملامح بعضها الآخر جراء التعذيب الإسرائيلي.

المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة، محمود بصل، أوضح في تصريحات للإعلام أن "الجثامين الـ41 مجهولة الهوية، ولم يتم التعرف على أسمائهم"، وقد دفنت في مقبرة دير البلح وسط القطاع.

وبموجب صفقة التبادل في إطار اتفاق وقف إطلاق النار، أفرجت إسرائيل عن 195 جثامنًا لفلسطينيين وأعادتهم إلى قطاع غزة عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بلا أسماء ولا هويات.

ووفق أحدث معطيات وزارة الصحة بغزة، فإنه قد تم التعرف على هويات 72 جثمانًا من الجثامين الواصلة للقطاع، فيما يقول بصل إن عمليات التعرف على بقية الجثامين متواصلة.

وللتعرف على هويات تلك الجثامين، تبذل الجهات المختصة بغزة جهودًا مضنية بإمكانات محدودة إذ تلجأ لاستدعاء عائلات المفقودين، لمحاولة التعرف على الجثامين من الملابس، أو ملامح الجسد كالطول والبنية والإصابات.

والأربعاء، دفنت الجهات المختصة بغزة جثامين 54 فلسطينيًا لم يتم التعرف على هوياتهم، ليصل عدد الجثامين المتبقية والتي ما زالت تخضع لعمليات التعرف على هوياتها إلى 28.

معدات ملائمة للفحص

وطالب بصل بإدخال أجهزة فحص الحمض النووي ومختصين للتعرف على هذه الجثامين كي لا تبقى مجهولة الهوية، أو السماح لفحص عينات من هذه الجثامين بالخارج للتعرف عليها.

آثار تعذيب وإعدام ميداني

وفي تصريح لسابق لمدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إسماعيل الثوابتة، نقلته الأناضول، أكد أن الفحوص الرسمية للجثامين التي أفرجت عنهم إسرائيل أظهرت "آثار شنق وحبال على أعناق عدد من الشهداء، وإطلاق نار مباشر من مسافات قريبة، ما يؤكد تنفيذ إعدامات ميدانية متعمدة".

وأشار إلى أن فرق التوثيق عثرت على "شهداء مكبلي الأيدي والأقدام بقيود بلاستيكية، وآخرين بعيون معصوبة، بينما وجدت آثار دهس بجنازير دبابات وحروق وكسور وجروح عميقة تدل على تعذيب وحشي سبق الإعدام".

وقد سبق وأكدت تقارير صحية بغزة أن بعض الجثامين كان عليها آثار تعذيب وحرق وتنكيل واضحة شملت الضرب وتكبيل الأيدي وتعصيب الأعين.

يشار إلى أن إسرائيل أطلقت بموجب صفقة التبادل، سراح 1968 أسيرًا فلسطينيًا من داخل سجونها بينهم 250 من المحكومين بالمؤبد و1718 من أسرى غزة اعتقلوا بعد الحرب، وفق بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير في فلسطين.

وأكد أسرى محررون أنهم تعرضوا لتعذيب شديد وسياسة تجويع ممنهجة داخل سجون إسرائيل.

فيما أفرجت حماس عن 20 أسيرًا إسرائيليًا حيًا، ورفات 16 أسيرًا من أصل 28، أغلبهم إسرائيليون، لكن تل أبيب تقول إنه مازال في غزة جثامين 13 أسيرًا، بعدما ادعت أن إحدى الجثث المستلمة لا تتطابق مع أي من أسراها.

ولمدة عامين، ارتكبت إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية بغزة، بدأت في 8 أكتوبر 2023 واستمرت عامين، وخلفت أكثر من 68 ألف شهيد، وأكثر من 170 ألف جريح، وألحقت أضرارًا بنحو 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية بالقطاع ، بخسائر تقدر بحوالي 70 مليار دولار.