خاص| عيون العالم تراقب اتفاق غزة "الهش"، و خلف ظهره ارهاب المستوطنين في الضفة!
تامر الدويك - راية
بينما تراقب عيون العالم المسرحية المسماة "وقف إطلاق النار" في غزة، يدور في الضفة الغربية فيلمٌ وحشي آخر، فيلم بلا كاميرات، بلا ضجيج، وبلا محاسبة.
في اللحظة التي يصفّق فيها المجتمع الدولي للسلام المزعوم، تُطلِق "إسرائيل" مجموعات المستوطنين المسلّحين و المحميين بجيش الاحتلال ليقوموا بالمهمة القذرة، سرقة الأرض، إحراق الشجر، وترهيب البشر و محاولة إجبارهم على الهروب و الهجرة.
إنه الإرهاب في أنقى صوره، لكنه إرهاب بربطة عنق، يحميه جيشٌ يراه العالم نظامي وقانونٌ أعمى، وتصفّق له حكومة مهووسة بالتطرف.
هنا في الضفة، كل زيتونة تُقتلع، وكل بيت يحرق و مع كل ضربة يوجهها مستوذن لرجل او امرأة عجوز او شاب ،ليس مجرد اعتداء عابر… بل فصل جديد من خطة طرد شعب كامل من أرضه، على مرأى من العالم الذي أرهق نفسه بالإدانة.
إرهاب المستوطنتين بالأرقام...
ارقام غير مفاجئة... فإرهاب المستوطنين يسجّل أرقاماً قياسية جديدة فمنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أشعل المستوطنون وجيش الاحتلال نحو 800 حريق في بلدات الضفة، واقتلعوا أكثر من 50 ألف شجرة، بينها 37 ألف شجرة زيتون
نعم، الزيتون تحديداً، شجرة العمر والصمود وجزء مهم في ذاكرة الفلسطيني.
ولأنهم بارعون في القتل الرمزي أيضاً، اختاروا موسم قطاف الزيتون ليزرعوا بدل الفرح… الرماد.
شرطة الاحتلال، شريك يغطي على الجريمة...
و امام هذه الاعتداءات قدّم الفلسطينيون 427 شكوى خلال النصف الأول من عام 2025 ضد جرائم المستوطنين… لكن شرطة و جيش الاحتلال لم تكلف نفسها عناء فتح التحقيق سوى 144 تحقيقًا فقط أي ما يقارب ثلث القضايا — في تراجع ملحوظ مقارنة بعام 2024 حين فُتح 308 تحقيقات رغم أن الشكاوى حينها كانت أقل.

الفلسطيني يذهب ليُبلّغ وهو يعرف مسبقاً أن الشكوى ستُرمى في القمامة.
لكنه يعود في اليوم التالي ويشتكي مجدداً و النتيجة صفر و بقرارات مباشرة من الوزير الاسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير
و تؤكد صحيفة هارتس العبرية ان الشرطة الإسرائيلية تتعمد اهمال الشكاوى و غض الطرف عن افعال المستوطنين و تغطي على جرائمهم بل و ترافق القتلة في كثير من الاعتداءات!
امام هذا الارهاب ، يبقى الانسان الفلسطيني في دائرة عنف متواصلة، اعتداءات عليه و على ممتلكاته بلا رادع، و تمدد استيطاني لا يتوقف مع نهب مشاحات شاسعة من الاراضي