الروح المعنوية في الفريق، ولدى الجماهير
الروح المعنوية تمثلُ درجة الرضا والراحة النفسية، وتعبّر عن الشعور بالتوافق والثقة والانسجام في المحيط، وتعني مستوى الانخراط بالعمل، وتعبر عن مقياس الشعور بالسعادة أو القبول الطوعي والانفتاح.
الروح المعنوية
الروح المعنوية في المؤسسة تمثل درجة الرضا الذاتي والجماعي عن المكان، وتمثل مدى التوافق مع الشركاء أوبين المسؤول والأعضاء بالمنظمة أو الجماعة، والتي تنعكس على السلوك، وعلى طبيعة العمل والأداء والانتاجية وحجم الانخراط والتفاعل.
كلما زاد العمل والعطاء الايجابي أو المتوقع أو الموافق للقول كانت الروح المعنوية عالية ما يمكن أن يرتبط بالشعور بالتقدير والثناء من جهة، وبآليات التحفيز والدفع للأمام والايجابية المشرقة.
الروح المعنوية للشعب تعبر عن درجة رضا الناس عن القيادة السياسية، وتجاوبهم معها، وحبّهم لها، وتتجلى درجة الرضا والروح العالية بكيفية التعامل مع القرارات المتخذة المنعكسة إما على حياتهم من جهة أو على معتقداتهم وطموحاتهم وآمالهم، فكلما كانت القيادة قادرة على مخاطبة الجماهير بما يهمها معاشًا وطموحات وآمالًا (مستقبلية) بالقول والفعل كلما زادت الروح المعنوية لدى الشعب التي تدفعه نحو الفعل المُفضي للعطاء، وتعزز النظرة الايجابية بين مكونات المجتمع وبين الشعب والقيادة.
الروح المعنوية العالية لاسيما في الكوارث وفي الأزمات قد تظهر ذات أولوية قصوى، لاسيما في ظل الانفتاح (المعلوإتصالي) عبر كل وسائط التواصل الاجتماعي فحيث استطاع القائد أن يحقق تواصلًا حثيثًا مع الناس ليشاركها أفكارها وهمومها وتطلعاتها ومعاشها (في الميدان وفي الفضاء الافتراضي) ويلحق ذلك بقرارات ذات صلة كلما كانت العلاقة حسنة من جهة، وكلما كانت الروح المعنوية عالية لدى الجماهير.
الثقة والقدوة
إن الجماهير ذات المعنويات العالية تثق بقيادتها وتثق بخطواتها السياسية، وقد تنتقل من مربع الثقة الى مربع الحب، وأحيانًا الاقتداء بها، وما يعني ذلك الدفاع عن قراراتها بطوعية العلاقة التبادلية.
تستطيع الجماهير بحسّها الفطري ونتيجة الثقة المتشكلة أن تحدد المسار الصحيح، وتستطيع أن تفرز بين الغثّ الكثير وبين السمين القليل (في الميدان وفي السماء الافتراضية) وهذا لا يتحقق بسهولة بدون الدور الأساس الذي يجب أن تقوم به النخبة أو الطليعة المنظمة التي واجبها الجماهيري الأساس هو معايشة الناس ومحاورتهم، ومخالطتهم دومًا بكل المناسبات، وحُسن الاستماع لهم وخدمتهم وتعليمهم والتعلّم منهم، وحيث طبيعة العلاقة مرتبطة باللطف والتساهل والحب والانفتاح ما يشكل الأساس، والمطالبة للقيادة بالشدة حين الإساءة من المنفلتين أو الخارجين على القانون
إن قدرة القيادة السياسية أو القيادة التنظيمية على اتخاذ القرار في حينه تعطي انطباعًا حسنًا لدى الجماهير، ومتى ما انتقلت القرارات الجيدة لحيز التنفيذ يتم تسجيل نقطة كبرى في سِفر العلاقة بين الناس والقائد وكلما تراكمت النقاط زادت الثقة ، وزادت الروح المعنوية، وتحولت العلاقة المتينة هذه الى مرجعية قادرة على نفض الوساوس والاشاعات وقادرة على التصدي لكل مثيري الفتن او مُدخلات الأعداء الكثيرة في المقاهي والأسواق والشوارع وعند كل أذن تسمع وعلى الشابكة (انترنت).
العلاقة القوية
إن تمكين الناس من تشكيل مرجعية صلبة تحتكم اليها لا يتم الا بالعلاقة القوية بين القيادة والجماهير والمحتكمة لثلاثية: المصداقية والحوار وديمومة التواصل والعمل وما يحقق ارتفاعًا قياسيًا بالروح المعنوية.
أولًا:المصداقية وحيث القول يصدقه العمل، وهذا هو المدخل الهام لتحقيق الثقة ثم الاتباع بالقدوة.
وثانيًا بالحوار والقول الحسن وبتواصل العلاقة وديمومتها بين القائد والعناصر أو القائد والجماعة او الشعب دون انقطاع. والقول المصدّق والحوار المفتوح هو مدخل التقبل والتفهّم والاستيعاب ثم تحقيق التناغم لا التنافر أو التباعد والافتراق.
وثالثًا بالعمل والانجاز المرتبط بالناس وهمومهم وطموحاتهم، وحيث الأقوال متّسقة مع أدوات الحوار وتحسين العلاقات المستمر، بل وتكون العلاقة المرتبطة بتلازم القول والفعل متسقة أو متقاطعة مع رغبات أو احتياجات الجماهير أو توقعاتها.
غالبًا ما يتم ربط الانضباط والالتزام بالروح المعنوية، وفي الحقيقة أن الروح المعنوية العالية تزيد من مساحة الانضباط للوائح والقوانين والنُظُم وتحقق الالتزام بالفكرة والمنهج والتكرس للقضية سواء بالجهد المبذول أو الوقت المستغرق وبالتبادل فإنه كلما زاد الانضباط والالتزام فإن مستوى المصداقية والثقة والفعالية في محيط العمل وبين القائد والعضو يكون كبيرًا فترتفع الروح المعنوية.
إن العلاقة السليمة بين القائد في أي موقع وبين الأعضاء ضمن مسؤوليته بالجماعة أو المنظمة أو مع الناس تشتد عند القائد الممتاز ما يرفع تلقائيًا الروح المعنوية، وهو ما كتبنا فيه أي القائد الممتاز كتابًا بحد ذاته ولنا أن نعرض هنا النقاط الرئيسة للقائد الممتاز مع إحالتكم للكتاب للتوسع الأكبر، واليكم البنود الرئيسة
الجماعة والثقة بالقائد والروح المعنوية:
(مما جاء في كتابنا: القائد الممتاز بين ثقة الآخرين والالهام، الصادر عام 2023 عن مركز الانطلاقة للدراسات).
1- بيئة التقدير للجماعة والاهتمام الذاتي
2- التعاطف والحب الأكبر.
3- الاشادة بالأعضاء والثناء عليهم علنًا
4- ذِكْرُهُم بالاسم وتقديمهم
5- نسبُ الفضل والانجاز لأصحابه
6- التمتعُ بالمصداقية، والاعتمادية
7- قوة الاتصال، بالأذنين واللسان.
8- التواضع وسعادة اللطّف والبشاشة
9- الذكاء العاطفي، والمهارات الاجتماعية
*المهارات الاتصالية داخل التنظيم السياسي
10- الاحتضان ومن كلٌ حسب طاقته مع التطوير والتدريب
11- بوابة الاحترام المتبادل ونافذة الاعتذار
12- مساحة الحرية وثقة التفويض
13- امتلاك الثقافة والمنهج والتبصّر
14- العدل والانتصاف من العضو وله
15- الحفاظ على الصورة والسمعة.
كيف تطور الجاذبية والتأثير (كاريزما) في شخصيتك (وبالتالي قد ترفع الروح المعنوية للآخرين)
1) المصداقية تُصنع والاحترام يُكتسب والثقة تبنى، والاخلاق لا تتجزأ
2) الكلمة كالرصاصة فلا تطلقها إلا لتصيب الهدف.
3) ما ترفضه القلوب لا يقبله العقل بسهولة.
4) الابتسامة والايماءة والمصافحة أقوى من الكلام.
5) لا تقل الا حقاً ، فالكلام المرسل حجة عليك.
6) اصنع مناخك: بتخير المكان والزمان والموقف والمضمون، والتكرار الحميد.
7) أحسِن الانصات:
8) اقرأ بلا انقطاع، وتعلم بإقبال:
9) دع ما لا تعرف، وتعلمه لاحقا، وانقل الحوار لمساحة تأثيرك.
10) ايمانك بما تقول، وحبّك لما تفعل حافز وطاقة تنتقل منك للآخرين حتما.
لذا يمكننا بالختام أن نقول باختصار: أن المصداقية والثقة وديمومة التواصل بين القيادة والجماهير أو بين القائد او المسؤول والكوادر أو الأعضاء في مكان العمل هي مفاتيح لا غنى عنها تحدد طبيعة السلوك والتصرف سلبًا او إيجابًا كما الحال بانعكاس ذلك على الانضباط والالتزام، وأيضا على درجة الرضا والتقبل والتحفيز والأداء والانخراط ما يعرف بالروح المعنوية.