الضفة تشهد أعلى معدل لاعتداءات المستوطنين.. خبير لراية: الأمر لم يعد عشوائيًا

2025-11-09 09:56:23

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، إن الهجمات التي شنها المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة سجلت رقمًا قياسيًا شهريًا هو الأعلى منذ بدء توثيق هذه الاعتداءات عام 2006.

وأوضح المكتب في بيان أن الهجمات، التي شملت عمليات قتل وإصابات وتخريب للممتلكات، ارتفعت بمعدل ثمان حوادث يوميًا خلال الشهر الماضي، الأمر الذي ينذر بتصاعد خطير في وتيرة ما تصفه الأمم المتحدة بـ"العنف الاستيطاني".

وأشار مكتب "أوتشا" إلى أنه ومنذ عام 2006 تم رصد أكثر من 9600 اعتداء نفذها المستوطنون، من بينها نحو 1500 حادثة منذ بداية العام الجاري فقط، وهو ما يمثل قرابة 15% من مجمل الاعتداءات خلال ما يقارب عقدين.

وجاء هذا التقرير بعد أيام من اعتداءات جديدة نفذها مستوطنون ضد صحفيين ومتضامنين وأهالٍ في بلدة بيتا جنوب نابلس، حيث انهالوا عليهم بالضرب بالعصي، من بينهم المصوّرة الصحفية رنين صوفطة من وكالة "رويترز"، التي أصيبت رغم وجود مرافق أمني لها، والذي تعرّض هو الآخر للاعتداء.

وفي حديث خاص لـ"رايــة"، قال الخبير في شؤون الاستيطان سهيل خليلية إن اعتداءات المستوطنين "لم تعد عشوائية كما في السابق، بل تحوّلت إلى سياسة منظمة".

وأضاف أن "ما يجري هو دور تكاملي بين المستوطنين وحكومة الاحتلال وجيشه، حيث يقوم المستوطنون بمهام ميدانية لا تستطيع الجهات الرسمية تنفيذها بشكل مباشر"، مشيرًا إلى أن المستوطنين "يحظون بحماية كاملة من الجيش وعدم ملاحقة قانونية".

وأوضح خليلية أن "الاحتلال يستخدم المستوطنين كأداة لتوسيع السيطرة الميدانية في الضفة الغربية"، مبينًا أن "المشهد تغيّر جذريًا؛ فالمستوطنون باتوا أصحاب اليد العليا في الميدان، ويمسكون بدفة القيادة في الاعتداءات المنظمة ضد الفلسطينيين".

وأكد أن "ما يجري ليس فقط عنفًا أو كراهية، بل مخطط واضح لتهيئة الأرض لمرحلة قادمة من التوسع الاستيطاني"، موضحًا أن "إدارة الاحتلال المدنية باتت عمليًا تحت سيطرة المستوطنين، بدءًا من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي أصبح الحاكم الفعلي في الإدارة المدنية وعضوًا مؤسسًا في منظمة استيطانية، إلى تعيين مستوطنين في مواقع إشرافية داخل مؤسسات الاحتلال".

وأشار إلى أن "المستوطنين لم يعودوا يعتدون فحسب، بل ينفذون بأنفسهم عمليات تجريف، وشق طرق، وهدم منشآت فلسطينية، وإغلاق طرق واعتداء على أماكن عبادة، وحتى تنفيذ عمليات قتل موثقة أمام كاميرات الصحفيين".

وقال خليلية إن "المستوطنين اليوم أصبحوا جيشًا رديفًا، يحملون أكثر من 300 ألف قطعة سلاح بترخيص من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ما يعني بناء جيش استيطاني موازٍ لجيش الاحتلال".

وأضاف أن هذه التطورات "تشير إلى تحوّل خطير، فإسرائيل لا تتجه فقط نحو ضم مناطق (ج)، بل نحو إعادة تشكيل السيطرة الاستيطانية بشكل يمنح المستوطنين حكمًا ذاتيًا فعليًا في تلك المناطق".