الاتحاد الأوروبي ينظم مؤتمر "فلسطين أونلاين" في رام الله لتعزيز حضور الرواية الفلسطينية رقمياً
رام الله – راية
انطلقت في مدينة رام الله فعاليات مؤتمر "فلسطين أونلاين" الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي على مدار يومين، بمشاركة واسعة من صناع المحتوى والمؤثرين والصحفيين والمسؤولين الفلسطينيين، بهدف دعم الأصوات الرقمية الفلسطينية وإبراز روايتها في مواجهة محاولات التعتيم والتضليل على المنصات العالمية.
يأتي المؤتمر في ظل تصاعد أهمية الفضاء الرقمي كمنصة رئيسية لنقل القصص الفلسطينية، خصوصاً خلال الحرب على غزة، حيث شكّلت وسائل التواصل الاجتماعي نافذة مباشرة نقلت للعالم مشاهد الإبادة والتطهير العرقي بعدسات الفلسطينيين أنفسهم.
وقال ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين، ألكسندر شتوتسمان، إن اللقاء يجمع شباباً من مختلف مناطق الضفة الغربية والقدس الشرقية "للتفكير بالمستقبل، وتوسيع الحوار، وتعزيز حقوق الإنسان، وبناء جسور التواصل"، مؤكداً أن "فلسطين جزء من القرن الحادي والعشرين، ومن واجب المجتمع الدولي دعم الشباب الفلسطيني في أداء دورهم الحيوي على الإنترنت وخارجه".
من جانبه، شدد رئيس الوزراء د. محمد مصطفى في كلمته على أن "الوطن يُقاس بحضوره في الوعي الإنساني وفي كل شاشة حول العالم"، مضيفاً أن الحرب على غزة أبرزت الرواية الفلسطينية كما هي، "دون وسطاء أو فلاتر تحريرية، خرجت إلى الفضاء الرقمي صادقة، حية ومؤثرة".
أما محافظة رام الله والبيرة د. ليلى غنام، فأشارت إلى أن الاحتلال "ينفق المليارات لإسكات صوتنا، فيما يدفع الفلسطيني انتماءه دفاعاً عن الحقيقة"، مؤكدة أن أكثر من مليار شخص تفاعلوا رقمياً مع القضية الفلسطينية خلال العدوان، ما يعكس مدى تأثير الأصوات الفلسطينية الحرة.
وتخلل المؤتمر جلسات حوارية تناولت السرديات الرقمية الفلسطينية والإبداع والتأثير الإعلامي، بمشاركة نُخب من الصحفيين وصنّاع المحتوى والناشطين.
وقال نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر إن أهمية المؤتمر تكمن في "تعزيز التأثير الفلسطيني في الرأي العام العالمي"، موضحاً أن "وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ساحة رئيسية لتغيير المفاهيم وصناعة الوعي".
فيما أشار إياد الرفاعي، مؤسس مركز "صدى سوشال"، إلى أن المؤتمر يفتح المجال لنقاش أعمق حول التحديات الرقمية، خصوصاً "بعد عامين من محاولات فرض الإبادة الرقمية واغتيال السردية الفلسطينية عبر التضليل الإعلامي والمنع الممنهج للمحتوى الفلسطيني".
ويبقى الحضور الفلسطيني على المنصات الرقمية شكلاً من أشكال المقاومة الحديثة، إذ تتحول القصص اليومية وصور الواقع إلى ذاكرة رقمية حية تُبقي الحقيقة نابضة، وتُعلي صوت الإنسان الفلسطيني في مواجهة محاولات الطمس والإخفاء.