تقرير لمركز باستيت: انهيار الحياة الإنسانية في غزة والاستجابة الطارئة متوقفة
د. إبراهيم محمد المصري أستاذ العلوم السياسية
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: اتفاق شرم الشيخ أنهى الحرب في غزة.. يضيء بارقة أمل.. يفتح الباب لعهد جديد من السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
رئيس وزراء الكيان الصهيوني "نتنياهو": "الحرب لم تنتهِ بعد.. ينتهك اتفاق شرم الشيخ.. يسعى إلى تدمير فرص السلام والاستقرار في المنطقة".
بعد أن فرضت مصر رؤيتها بمشاركة دولية فاعلة وداعمة في إجبار الحكومة الإسرائيلية المتطرفة على وضع حد للإبادة الجماعية في غزة بوقف إطلاق النار في 11 أكتوبرالماضي، غير أن نتنياهو لا يزال يحاول العودة للحرب، فلم يتوقف عن ممارسة القتل والإرهاب في غزة، فقد قتل جيشه الاحتلالي عشرات الفلسطينيين، وأصاب المئات من المدنيين، مما أشعر المواطنين الفلسطينيين في غزة باليأس وفقدان الأمل بالأمن والسلام بعد أن انتظروا طويلًا يحلمون بأن تعود حياتهم إلى طبيعتها.
نعم: توقفت الإبادة الجماعية منذ 11 أكتوبر الماضي، لكن لم تتوقف أدوات الحرب الإسرائيلية عن القتل بحجج ومبررات، واستمر تدهور الوضع الإنساني وازداد سوءًا، فلم تشفع لهم سنوات الموت والهلاك وفقدان الأهل والأحبة.
ورغم أن الاتفاق سمح لعشرات آلاف النازحين بالعودة إلى مدينة غزة باستثناء المناطق التي تقع شرق شارع صلاح الدين وشمال غزة، بما يسمى شرق الخط الأصفر، غير أن هؤلاء النازحين أصابتهم الصدمة من هول كارثة الدمارالذي أصاب كل المناطق دون استثناء، كارثة إنسانية شديدة التعقيد، دُمرت فيها مساكنهم ومصالحهم ومدارسهم التي أصبحت أطلالاً، فتركت النازحين دون مأوى يقيهم من برد الشتاء القادم، ومخاطر الأمطار التي ستغرق خيامهم مع دمار كامل للصرف الصحي الذي أصاب الناس بالمكاره الصحية، وانتشرت بسببها العدوى واستوطنتهم مختلف الأمراض.
في هذا التقرير نلقي إضاءات جوهرية مهمة على المعاناة اليومية لسكان قطاع غزة، وأهم المعوقات والعقبات التي تحول دون عودة الحياة إلى طبيعتها والأسباب التي تعمل على استمرار هذه المعاناة في كل مناحي حياتهم.
معظم عائلات غزة تعاني الفقر والهدم والنزوح المتكرر"حفاة، جياع، ولا مكان يذهبون إليه: المنطق القاسي المفروض على أطفال غزة" (جيمس إلدر) حيث لخص "جيمس إلدر" المتحدث باسم اليونيسف حياة أطفال غزة وحياة كل فلسطيني ثبت في غزة. أصبح جميع سكان غزة تقريبًا يعيشون في فقر متعدد الأبعاد (96٪)، حسب التقرير الصادر عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، مستندًا إلى الدليل الوطني للفقر متعدد الأبعاد، أي أن جميع سكان غزة يعانون أشكال الحرمان المتعددة بسبب تدمير الاحتلال الإسرائيلي لكل المقدرات الاقتصادية بشكل غير مسبوق.

ووفق تقارير منظمة العمل الدولية في نوفمبر هذا الشهر وصل معدل البطالة في قطاع غزة في يونيو 2025م، إلى 80%، مع انهيار معظم الأنشطة الاقتصادية، في ظل دمار مخيف للبنية التحتية تجاوز 85%، بما يصل إلى 61 مليون طن من الركام، استطاع فيه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في إطار برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني إزالة وإعادة استخدام أكثر من 81 ألف طن فقط من الركام يتيح الوصول إلى الطرق الحيوية للمساعدات والمرافق الأساسية.
تتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي في قطاع غزة وتشتد الأزمات التي لا حصر لها على النازحين، بسبب إجراءات إسرائيلية مشددة على المعابر وفق تأكيدات مسؤولة مكتب الإعلام في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة "إيناس حمدان" في بداية نوفمبر "أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع إدخال إمدادات حيوية لتوفير المأوى من الخيام والكرفانات لمن فقدوا بيوتهم"، وبعد اتفاق وقف إطلاق النار وتحديد المناطق التي يمكن لسكان غزة والشمال العودة إليها نجد أنهم صدموا من آثار الدمار فعادوا إلى أماكن نزوحهم الأخير، أو أقاموا خيامهم المهترئة والبالية في مناطق غرب غزة التي امتلأت عن آخرها، فيقول الشاب العشريني بلال حسن من معسكر جباليا "ذهبت إلى بيتنا في معسكر جباليا؛ حيث يقع على حدود الخط الأصفر فوجدته مدمرًا مثل باقي كل البيوت الأخرى، وسيانتنا دمرت تمامًا، فرجعت إلى خانيونس؛ حيث نعيش ستة أشخاص مع أهلي وأخواتي في غرفة واحدة بدون أبواب نسدل علينا قطعة قماش تفصلنا عن الشارع"، والحاج أحمد مقاط يتحدث بحزن شديد "عدت مع أبنائي نتفقد بيتنا في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة فوجدناه مدمرًا بالكامل ولا يصلح للحياة، كما أن مياه بركة الشيخ رضوان قد أغرقت الشوارع، وانتشرت روائح كريهة لا يمكننا تحملها، فقررنا العودة إلى خيامنا في النصيرات.
• اللجنة المصرية تبني تسعة مخيمات للأيتام والنازحين
ويتضح عمق الأزمة عندما قررت الجهات التعليمية المسؤولة إعادة الدراسة إلى المدارس التي يشغلها النازحون ممن هدمت منازلهم أو هجروا، وأرادت الإدارات التعليمية إخلاء هذه المدارس ويتساءل المهتمون والمتضررون ألا يجب أن يتم توفير أماكن نزوح جديدة لهم، الأمر الذي بادرت فيه اللجنة المصرية لإغاثة غزة لإقامة تسع مخيمات إيواء للأطفال الأيتام ومعيليهم لمن فقدوا والديهم أو أحدهما إضافة لمجموعة من المساعدات الغذائية والمادية الأخرى.
• انهيار شبه كامل في الصحة العامة والسكان
انهارت منظومة الصحة في مدينة غزة بشكل شبه كامل إلا من بعض عيادات الأونروا والمستشفيات الميدانية الطارئة التي لا تلبي أدنى متطلبات الحياة البشرية، وهي ركن أساسي في البنية التحتية التي تقوم عليها حياة المجتمعات وتشمل البنية التحتية الصحية المرافقة لها مثل المستشفيات والمستوصفات، والخدمات المرافقة والتابعة لها، مثل برامج التطعيم والرعاية الأولية، بالإضافة إلى الموارد البشرية من الأطباء والممرضين، ترتبط بها بنى تحتية أخرى مكملة، لمتعد متوفرة على امتداد قطاع غزة، ومنها الصرف الصحي، والخدمات البلدية التي تقوم بأدوار مساندة، للحفاظ على النظافة والبيئة، وتوفير المياه والمشاركة في القضاء على الآفات ومعالجة النفايات والمخلفات.

رغم اتفاق شرم الشيخ للأمن والسلام فإن الاحتلال الإسرائيلي لم يحترم تعهداته بوقف قتل الفلسطينيين في غزة، وفي لقاء مع الدكتور محمد صالحة مدير مستشفى العودة في شمال غزة قال: "إن مستشفيات جمعية العودة ومستشفيات قطاع غزة لا تزال تستقبل كل يوم عددًا من الشهداء والإصابات العديدة فقد بلغ عدد الشهداء منذ إعلان وقف النار حتى هذا اليوم الموافق 6/11/2025م 241 شهيدًا و609 إصابات من جيش الاحتلال الإسرائيلي".
ويضيف د. صالحة: "بأن المستشفيات في قطاع غزة تعتمد كما هو معروف في الحصول على الطاقة الكهربائية للتشغيل والقيام بمهامها الضرورية تجاه السكان من مصدرين رئيسيين، الأول من محطة كهرباء غزة في النصيرات، والخطوط الكهربائية المباشرة من الكيان الصهيوني التي تغذي قطاع غزة، التي أوقفها الاحتلال الإسرائيلي تمامًا منذ السابع من أكتوبر كعقاب جماعي، غير أن هناك مصدرين آخرين سواء من الطاقة الشمسية الخاصة بكل مستشفى على حدة، أو مولدات كهربائية محدودة الإنتاج تعمل بالسولار، تكفلت بها مؤسسات الأمم المتحدة كمنظمة الصحة العالمية ومؤسسة "UNOPS" التي تمكنت من توفير كميات ضئيلة من الوقود بشكل شبه يومي، بحيث تعمل المستشفيات دون إمكانيات تمكنها من أداء وظيفتها في ظل عجز دائم تضطر فيها معظم المستشفيات وعلى فترات متقاربة العمل بدون أي مصدر للطاقة؛ مما يؤثر على كفاءتها وقدرتها في توفير العمليات الجراحية للمرضى والجرحى من العدوان المستمر، وأن هذا النقص الحاد في إمدادات الوقود يضطرنا إلى تشغيل المولدات الصغيرة التي لا تلبي احتياجات مستشفيات جمعية العودة وملحقاتها من مستشفيات ميدانية وعيادات خارجية سواء في شمال غزة أو في مدينة النصيرات في المحافظة الوسطى، كما نضطر أحيانًا إلى إيقاف تشغيل أقسام في المستشفيات لتوفير الطاقة لأقسام العناية المركزة أو أقسام الأطفال الخدج والعمليات الجراحية".

ويوضح الدكتور صالحة "أنه قبل إعلان وقف إطلاق النارفي 11 أكتوبر الماضي كان هناك عجز حاد وخطير في إمدادات الوقود كان يهدد بوقف الخدمات الصحية بشكل كامل، أما الآن فهناك نقص في إمدادات الوقود بما لا يلبي جميع احتياجاتنا، والأمر مقلق جدًا، ونخشى في أي لحظة من توقف هذه الإمدادات لعدم قدرتنا على توفير مخزون استراتيجي في حال قرر الاحتلال إغلاق المعابر".
ويؤكد دكتور صالحة أنه "تم تدمير (9) مراكز رعاية أولية مؤقتة تابعة للجمعية: خمسة منها في غزة وشمال غزة، وأربعة في المحافظات الوسطى والجنوبية، ويستمرالاحتلال الإسرائيلي في منع إدخال الأجهزة الطبية التي تحتاجها مستشفيات غزة حتى هذه اللحظة، مما يجبر الفنيين على إجراء صيانة دائمة ومستمرة لتهالك جميع هذه الأجهزة الطبية، وبالفعل توقف الكثير منها ولم يعد صالحًا للعمل، فعلى سبيل المثال لم يتبق في كل مستشفيات غزة إلا جهازين فقط من الأشعة المقطعية "C.T" لتخدم مليوني نسمة.
• الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية
يؤكد مدير عام الإغاثة الطبية الفلسطينية "بسام زقوت"، أن هناك نقصًا حادًا في مختلف أصناف الأدوية الأساسية، والكميات المتوفرة في المراكز الطبية لا تكفي لتغطية الاحتياجات.
وفي تصريح آخر لمدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة الدكتور "محمد أبو عفش" قال: "لقد نفذ أكثر من 70% من المستلزمات الطبية التي يتم الاستعاضة عنها ببدائل أخرى، مما يؤثر على حياة المرضى، وأن هذا العجز الهائل في الأدوية والمستلزمات الطبية التي يقوم الاحتلال بمنعها تؤثر بشكل كبير على مرضى القلب ممن هم بحاجة لعمليات جراحية عاجلة، وأيضًا آلاف من مرضى السرطان الذين هم في أمس الحاجة لتوفير الأدوية العلاجية الكيميائية المفقودة تمامًا، وأن المنظمات الدولية لم تتمكن حتى الآن من توفير أكثر من 20% من الاحتياجات الفعلية.
مشكلات الصرف الصحي تهدد حياة الغزاويين

تحذر منظمة الصحة العالمية من استمرار انهيار النظام الصحي في غزة، ورغم إعلان وقف إطلاق النار فإن إسرائيل تمتنع عن التزاماتها التي فرضها مؤتمر شرم الشيخ، بحيث يؤدي عدم استجابتها للاحتياجات العاجلة وللمناشدات الدولية إلى تدهور كارثي في أنظمة الصرف الصحي وإدارة النفايات، مما يراكم كميات هائلة من النفايات وبالتالي إحداث تلوث بيئي واسع النطاق. هذا الرفض الإسرائيلي يهدد الصحة العامة بشكل مباشر بسبب انتشار الحشرات والقوارض والأمراض، ويقول السيد مازن النجار رئيس بلدية جباليا "إن قطاع غزة لم يواجه سابقًا مثل هذه المشكلة الخطيرة فقد كان يعتمد نظام الصرف قبل العدوان الصهيوني في السابع من أكتوبر 2023م على خمس محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي، وهي تعمل أكثر من طاقتها وتم بناؤها كمنشآت مؤقتة، غير أن هذا العدوان المستمر خلال عامين كامل ينتسبب في توقفها بشكل كامل أو جزئي بقطع الكهرباء عنها ومنع توريد الوقود إليها".
وتقول سلطة المياه في دولة فلسطين "بأن انقطاع إمدادات الكهرباء والقيود المفروضة على إيصال الوقود إلى قطاع غزة أثناء الحرب وبعد وقف إطلاق النار أدت إلى نتائج وآثار سلبية كبيرة على قدرة تشغيل مرافق الصرف الصحي، حيث توقفت جميع محطات معالجة مياه الصرف الصحي الخمس عن العمل (المحطات الثلاث المركزية بالإضافة إلى محطتي رفح والشيخ عجلين)، وتكبدت كل من محطتي البريج وخان يونس خسائر فادحة، فيما لا يمكن تقييم الأضرار التي لحقت بالمحطات الأخرى نظرًا لصعوبة الوصول إليها".
ويعود رئيس بلدية جباليا "النجار" ليضيف بأن الاحتلال الإسرائيلي دمر أكثر من 85% من شبكات المياه والصرف الصحي، بما في ذلك 47 محطة ضخ كلي أو جزئي، وجميع محطات معالجة الصرف الصحي في غزة، وأن أكثرها خطرًا الآن هي محطة بركة الشيخ رضوان للصرف الصحي التي تهدد بكارثة وبائية خطيرة وتدفق مياهها العادمة إلى الشوارع والأحياء المجاورة نتيجة عدم القدرة على معالجة مياه الصرف الصحي، كما يعتمد النازحون في مناطق الجنوب والوسط في مخيمات النزوح على تصريف مياه الصرف الصحي على الحفر الامتصاصية العشوائية التي غالبًا ما تقع بالقرب من مصادر المياه الجوفية، مما يعمل على التلوث الميكروبيولوجي الذي يزيد من تلوث بيئي في كل مناطق قطاع غزة، وهو ما يسبب انتشار الأوبئة والأمراض".
في هذا السياق حذرت "سماح حمد" رئيسة غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في المحافظات الجنوبية من خطورة الوضع الإنساني، ومن تعرض آلاف العائلات النازحة لخطر الغرق مع اقتراب فصل الشتاء.
مشكلات إدارة النفايات تفاقم الوضع الإنساني وتزيده سوءًا
يتكدس حسب إحصائيات بلدية غزة، أكثر من 250 ألفطن من النفايات الصلبة في أنحاء مختلفة من مدينة غزة وحدها، وتتواجد في مكبات عشوائية ومؤقتة لإدارة النفايات المتزايدة التي تفتقر إلى البنية التحتية الملائمة، وتسبب مشاكل صحية وبيئية خطيرة بسبب الروائح والأدخنة وتطاير الحشرات والقوارض، ويزداد القلق من انتشار أمراض مثل الكوليرا، مما يدعو البعض إلى حرق النفايات للحصول على مصدر بديل للوقود، مما يسبب انبعاث غاز اتسامة وروائح كريهة، ويؤدي إلى مشكلات صحية في الجهاز التنفسي، وخاصة للأطفال وكبار السن، لذلك نجد أن السكان والنازحين يعانون من أزمة خطيرة وكارثة بيئية تتمثل في انتشار المكبات العشوائية وتكدس هذه النفايات التي تحتاج إلى إمكانيات وتمويل ضخم لمعالجتها في وقت لا تسمح به قوات الاحتلال الإسرائيلي للجهات الدولية والداعمة بتوريد المعدات وآليات العمل لإعادة تأهيل مكبات النفايات من أجل تصريفها ومعالجتها.

منذ إعلان وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الماضي وبعد استشهاد (70) ألفًا وأكثر من 170 ألف جريح وعشرة آلاف مفقود تحت الركام، لم تتوقف معاناة سكان قطاع غزة في كافة المجالات الإنسانية، بل تفاقمت المعاناة النفسية بعد أن تأكد للمهجرين أنهم فقدوا بيوتهم ومصالحهم، وأصبحوا بلا مأوى لسنوات، ويبدو أنها لا تزال ترتهن لمدى استجابة الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ المراحل اللاحقة، وأن النظام الدولي لا يجب أن يقف عاجزًا لإجبار هذا الاحتلال علىا لاستجابة الإنسانية، وتحقيق هدف الانسحاب الكامل من غزة، وأن تبتكر آليات جديدة في إدارة المعابر لا تكون فيها تحت سيطرة الاحتلال، وأن تسرع الضغوط العربية والدولية من عمليات الإغاثة لتوسيع مجالاتها لكي تستجيب في أسرع وقت لمعالجة هذه المعاناة والأخطار التي تواجه السكان والقضية الفلسطينية كقضية تحررية نحو الاستقلال والدولة وتوحيد النظام السياسي، وبالتالي توحيد كل الأنظمة بين الضفة الغربية وقطاع غزة.