هل يصمد ترمب؟
رأي مسار
يترقب العالم الزيارة الهامة التي سيؤديها الأمير محمد بن سلمان لواشنطن غداً، ثلاث موضوعاتٍ يركز عليا الإعلام بين يدي هذه الزيارة..
الأول.. السعي الأمريكي لإلحاق المملكة بمسار أبراهام التطبيعي، والثاني.. التمسك السعودي بالشرط الدائم وهو إقامة الدولة الفلسطينية، والثالث.. صفقة طائرات الـ F35 التي ترغب المملكة بشرائها والتي وعد الرئيس ترمب بدراستها.
إسرائيل لم تتوقف عن التشويش على الزيارة، بهدف إسقاط موضوع الدولة الفلسطينية مقابل إبرام صفقة الطائرات.
الرئيس ترمب الذي يعتبر انضمام المملكة لمسار أبراهام التطبيعي أهم إنجازاته التي لم تتحقق، في ولايتيه، يدرك ومن خلال علاقاته واتصالاته مع الأمير محمد بن سلمان، أن المملكة التي قادت جهداً دولياً قوياً لإقامة الدولة الفلسطينية، ليست في وارد التخلي عن إنجازها الكبير، وستواصل تمسكها بشرط قيام الدولة الذي اتفق العالم كله معها فيه.
المملكة تمتلك أوراقاً أقوى بكثير مما تتصور إسرائيل، فهي الحائزة على تفويضٍ عربيٍ إسلاميٍ عالمي بشأن الدولة الفلسطينية، أمّا صفقة طائرات الـ F35، فأمريكا لن تقدمها هبةً أو هدية، كما قدّمت الكثير لإسرائيل، بل هي من ضمن استثماراتٍ عملاقة يستفيد منها الطرفان الأمريكي والسعودي.
الموقف الإسرائيلي يفتقر إلى المنطق، في تشويشه ومحاولاته المقايضة بين إبرام صفقة الطائرات والتنازل عن قيام الدولة الفلسطينية، ذلك أن المملكة بواقعها وعلاقاتها وإمكانياتها تجسّد ميزة استراتيجيةً من كل النواحي، بينما إسرائيل المعزولة دولياً والمخربة عن قصد للجهود الأمريكية في الشرق الأوسط، لا تمتلك منطقيةً في سعيها لقبض كل الأثمان لقاء لا شيء تقدمه على الصعيد السياسي.
في لعبة الشد والجذب بين المملكة وإسرائيل التي مركزها الرئيس ترمب، تتفوق فيها المملكة بما تملك، ويخف وزن إسرائيل بفعل ما لا تملك.
وزن المملكة الذاتي ثقيلٌ ولا جدال عليه، ووزنها التحالفي كذلك، هذا إذا ما نحيّنا جانباً ما لا تصح تنحيته وهو أنها تحمل أمانة قضيةٍ عادلة يساندها العالم كله فيها، وهي قبل ذلك قضية داخلية يلتف شعبها كله حولها.