المرأة الفلسطينية في ميادين الرياضة… قوة تتجاوز الحدود وصمود يصنع الإنجازات

2025-11-17 22:04:54

خاص - راية 

ناقشت نائبة رئيس الاتحاد العربي للثقافة الرياضية، والمحاضِرة في كلية علوم الرياضة بالجامعة العربية الأمريكية، د. سبأ جرار، حضور المرأة الفلسطينية في الرياضة، ودورها المتقدم رغم ما تواجهه من تحديات سياسية واجتماعية وثقافية، مؤكدة أن الرياضيات الفلسطينيات يقدن "ثلاث معارك في آن واحد" وينجحن في تحويل الضغوط إلى إنجازات.

وقالت جرار خلال حديثها لبرنامج "راية رياضة" إن المرأة في العالم تواجه تحديين أساسيين في الرياضة: قدراتها الذاتية وظروف البيئة المحيطة بها، "لكن المرأة الفلسطينية تخوض ثلاث معارك؛ قدراتها الفردية، وتحدياتها الاجتماعية والاقتصادية، إضافة إلى الظروف السياسية المفروضة علينا".

وأشارت إلى أن هذا الواقع جعل الرياضيات الفلسطينيات "أكثر قدرة على التكيف والصمود وتحويل الضغط والخوف إلى إنجازات".

وأضافت أن معظم الميداليات التي حققتها اللاعبات الفلسطينيات كانت في الألعاب الفردية، خصوصًا الدفاعية منها، وهو ما يعكس "ترجمة الانفعالات والضغوط إلى قوة وقدرة على المواجهة".

عوائق ثقافية… تقلّصت لكنها لم تختفِ

وأكدت جرار أن المعيقات الثقافية لا تزال تقف في وجه مشاركة النساء في الرياضة، رغم تراجعها مقارنة بالماضي، موضحة أن المجتمع الفلسطيني حقق تقدّمًا مبكرًا في الرياضة النسوية منذ عشرينيات القرن الماضي، "لكن الظروف السياسية خلقت بيئة اجتماعية أعاقت تطور المرأة في الرياضة والتعليم وغيرها".

وأضافت أن بعض النماذج النسوية الملهمة كسرت تلك الحواجز وفتحت الطريق أمام أخريات، إلا أن "النظام الاجتماعي لا يزال يميل نحو الذكورية في الرياضة، وإن بدرجة أقل مما كان عليه".

الدعم المؤسسي… الحاجة تفوق المتاح

وتطرقت جرار إلى قضية الدعم المقدم للرياضيات، مشيرة إلى أن الإنجازات الكبرى التي تحققها اللاعبات غالبًا ما تبدأ من العائلة التي تتبنى المواهب في المراحل الأولى.

وقالت: "الاتحادات والأندية لا تقصر ضمن إمكاناتها المحدودة، لكن الدعم المؤسسي ما زال أقل من المطلوب. نحن بحاجة لوعي مجتمعي بأن الاستثمار في اللاعبات هو استثمار في الإنسان".

وشددت على أهمية أن يشارك القطاع الخاص في دعم الألعاب الفردية تحديدًا، نظرًا لما تمتلكه فلسطين من نماذج استثنائية مثل فيفيان عليص التي حققت مؤخرًا ذهبية دورة الألعاب الآسيوية للشباب، ومريم بشارات بطلة العالم في الكاراتيه.

منظومة التعليم… الحلقة الأضعف

وانتقدت جرار أداء وزارة التربية والتعليم فيما يتعلق بالرياضة المدرسية، معتبرة إلغاء حصص الرياضة للصفوف الأساسية وتقليص الأنشطة اللامنهجية "خطأً استراتيجيًا" ينعكس سلبًا على واقع الرياضة.

وأضافت: "المدارس هي مصنع الألعاب. النشاط اللامنهجي يجب أن يشكل 70% من التدريب المدرسي، لكنه شبه غائب حاليًا".

وأكدت أن الظروف السياسية ليست مبررًا، مستشهدة بتجارب عالمية: "بعد الحرب، أعادت ألمانيا فورًا حصص الرياضة واللياقة لأنها أساس بناء المجتمع. واليابان زادت ساعات الرياضة مؤخرًا لإدراكها أثرها العقلي والصحي، بينما نحن نقلد تجارب الآخرين جزئيًا ونلغي الرياضة بدل تطويرها".

تكامل الأدوار… الطريق نحو التميز

ورأت جرار أن تطوير الرياضة النسوية يحتاج إلى منظومة متكاملة تشمل الأسرة، الاتحادات، اللجنة الأولمبية، المدارس، والجامعات، إضافة إلى دور الإعلام في تعزيز الوعي.

وقالت: "تحقيق التميز يتطلب تكاملًا حقيقيًا. الأسرة وحدها لا تكفي، والاتحادات تعمل ضمن إمكانات محدودة، بينما المدرسة يجب أن تعود لتكون نقطة الانطلاق الأساسية".

وشددت على أن الرياضة جزء من الهوية الوطنية الفلسطينية، وأن دعم جميع الفئات – رجالًا ونساءً وأطفالًا – واجب وطني: "المرأة الفلسطينية أثبتت أنها شريك أساسي في الإنجاز. علينا جميعًا أن نقف خلفها".