خاص| إسرائيل تماطل.. وواشنطن تضغط: هل يتحول إعمار غزة إلى ورقة تفاوض؟
في ظل استمرار الجدل حول ملامح المرحلة المقبلة في قطاع غزة، وما إذا كانت خطة “اليوم التالي” ستبنى على اعتبارات إنسانية أم ستُحوَّل إلى ورقة ضغط سياسية، تتصاعد المؤشرات على تباين أمريكي–إسرائيلي حول شكل غزة بعد الحرب.
قال الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين في حديث خاص لـ"رايـة" إن إسرائيل “سوف تحاول أن تبني المجتمع الأكثر ازدهارًا الذي يتوافق وفق رؤيتها؛ السلام أو الأمن بشكل أدق مقابل المال أو الاستقرار الاقتصادي، وما إلى ذلك من أمور. هذه هي المعادلة التي ستحاول تثبيتها تحديدًا”.
وتابع جبارين أن دخول مرحلة “ما سيحدث داخل الخط الأصفر” يستدعي التوقف عند حقيقة أن “إسرائيل تدرك ربما أنها فقدت مشهدية اليوم التالي وفق ما جاءت به صفقة ترامب أو وثيقة ترامب”.
ولهذا السبب —برأيه— تحاول إسرائيل “أن تضع العراقيل لتغيير هذه المشهدية وإعادة السيطرة عليها”، مضيفًا: “حتى لو كانت هناك رغبة أمريكية في الإمساك بزمام الأمور، إلا أن الحسم تحديداً ما زالت إسرائيل ترغب أن يبقى في داخل حوزتها”.
وعن سؤال ما إذا كان هذا التوصيف يُعد مؤشراً على مشروع مشترك أمريكي–إسرائيلي لتحويل إعادة الإعمار من عملية إنسانية إلى أداة ضغط لفرض ترتيبات أمنية دائمة، قال جبارين إن “هناك نوعًا من التوافق بين الطرفين في جعل إعادة الإعمار أداة ضغط”.
وأوضح: “لنلاحظ أن المرحلتين الأولى والثانية هما مرحلتان تكتيكيتان لا تحسمان المشهد السياسي أو الاستراتيجي لصفقة ترامب. لكن هناك قدرة على استخدام أدوات إعادة الإعمار بدءًا من المرحلة الثانية وما بعدها”.
وأضاف أن سبب مماطلة إسرائيل في الانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية يعود إلى “توافق على تقليص الدور الفلسطيني بين المشهدية الأمريكية والإسرائيلية، وهذا صحيح”، لكنه شدد على أن “الدور ليس في الاتجاه نفسه؛ فالمشهد الأمريكي يريد استقرارًا في داخل الإقليم، ويدرك أن ميزان الاستقرار فيه مرتبط باستقرار إسرائيل”.
وقال إن الولايات المتحدة “تعي أن هذه الحكومة الإسرائيلية تحديداً تُعد الأخطر على الأمن الاستراتيجي والأمن الإقليمي لإسرائيل”. ومن الجهة الأخرى، فإن الحكومة الإسرائيلية —بحسب جبارين— “تدرك أن قدرتها على المناورة أمام الولايات المتحدة بدأت تتقلص أكثر فأكثر”.
وأشار إلى وجود “دوافع مشتركة بين الطرفين، لكنها متباينة في الاتجاهات”، متوقعًا “محاولات للمناورة بهدف إبعاد المشهدية الفلسطينية”. وبيّن أن الولايات المتحدة تريد “مشهدًا تكنوقراطياً فلسطينياً”، بينما “إسرائيل لا تريد أي نفوذ لأي مشهد فلسطيني أياً كان، لأنها تخشى أن يكون هذا النفوذ فاتحة لدولة فلسطينية”.