خاص | عقب مجزرة مخيم عين الحلوة.. حداد شامل وإضراب في المخيمات
شهد مخيم عين الحلوة ليلة دامية بعد عدوان إسرائيلي جديد أسفر عن استشهاد 15 فلسطينياً وإصابة عشرات آخرين، وسط اندلاع حرائق واسعة في محيط الاستهداف، ما أثار حالة هلع كبيرة بين السكان، خصوصاً مع صدور نداءات عاجلة عبر مكبرات المساجد تطالب بإخلاء الشوارع لإفساح المجال أمام سيارات الإسعاف.
الهجوم، الذي وصفه السكان بـ"الوحشي"، يعيد إلى الأذهان غارات أكتوبر الماضي التي أدت إلى سقوط شهداء من المدنيين، بينهم عائلة فلسطينية بكاملها. هذا التكرار المتصاعد للاعتداءات يعكس تهديداً دائماً لأمن واستقرار المخيم وسكانه الذين يعيشون ظروفاً إنسانية بالغـة القسوة.
غضب فلسطيني وإضرابات في المخيمات
وقال الصحفي من لبنان طارق السيد، إنه ردّاً على الجريمة، أعلنت فصائل منظمة التحرير في منطقة صيدا إضراباً شاملاً وحداداً عاماً داخل المخيم، وأصدرت بياناً شديد اللهجة أدانت فيه "الجريمة الإسرائيلية البشعة" بحق المدنيين. وبموجب البيان، أُغلقت جميع المؤسسات والمراكز والهيئات داخل المخيم وفاءً لدماء الشهداء.
وأوضح الشيد في حديث لشبكة رايــة الإعلامية كما أعلنت المخيمات الفلسطينية في لبنان حداداً شاملاً تضامناً مع عين الحلوة، في رسالة واضحة تعبّر عن وحدة الغضب الفلسطيني على المستوى الشعبي والوطني.
مخيم يتحول من جديد إلى ساحة نزاع
الاعتداء الأخير كشف هشاشة الأوضاع الأمنية في المخيم، حيث يواجه المدنيون العزل آلة عسكرية تملك القدرة على توجيه ضربات دقيقة داخل مناطق مكتظة وغير مهيأة هندسياً. ويطرح هذا الواقع أسئلة متجددة حول قدرة سكان المخيم على العيش بأمان، في ظل تهديد دائم يلوح فوق رؤوسهم.
القصف الأخير ليس حدثاً معزولاً، بل حلقة في سلسلة طويلة من الاعتداءات التي تؤكد ضعف الحماية القانونية والدولية للمخيمات الفلسطينية في لبنان، في وقت تبدو فيه هذه التجمعات "حقول اختبار" لسلاح الجو الإسرائيلي، وفق الصحفي السيد.
رسالة سياسية إلى العالم
الغضب الذي عمّ المخيمات لم يكن مجرد رد فعل إنساني، بل حمل رسالة سياسية واضحة: الشعب الفلسطيني في لبنان لم يتخلَّ عن حقوقه، والمخيمات ليست نقاط لجوء عابرة، بل مكوّن حي من الهوية الوطنية الفلسطينية يستحق الحماية والاهتمام الدولي.
سؤال مفتوح على المستقبل
ويختتم مشهد اليوم في عين الحلوة بسؤال جوهري يبقى بلا إجابة: كيف يمكن ضمان حق اللاجئين الفلسطينيين في الأمان والكرامة، إذا كان الخطر يأتي دائماً من سماء لا ترحم؟
العدوان الأخير يعيد التذكير بأن صمود المخيم ليس مجرد صمود مادي، بل صمود سياسي ورمز مقاومة لا ينكسر.