قرار 2803 خطر أم فرصة

2025-11-21 16:26:06

تتفق الأغلبية الغالبة من الفلسطينيين على أنّ قرار مجلس الأمن 2803 فيه مس عظيم بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، ويشكل خطراً عليها وتهديداً للمشروع الوطني الذي يمزق الوحدة السياسية للدولة الفلسطينية العتيدة، ويفرض وصاية دولية أمريكية على الشعب الفلسطيني وتشكيلاته السلطوية في الضفة والقطاع؛ وهم على حق فهي أمر واقع لا جدال فيه.

لكن في المقابل يفتح هذا القرار العديد من "الحسنات" لدرء الخطر الوجودي الذي يحتويه هذا القرار؛ مثل وقف الحرب والقتل الإسرائيلي المتربص بالفلسطينيين في قطاع غزة، وإعادة الحياة في قطاع غزة – وإنْ كان بشكل محدود-، وإعادة التعمير، ووقف التهجير، وفتح المعابر بما فيها معبر رفح تحت إشراف الكيانات الدولية المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن 2803.         

كما يمنح هذا القرار فرصةً للفلسطينيين للعودة كمرحلة انتقالية لإعادة تصويب أوضاعهم، وأملاً لإعادة بناء مؤسساتهم وإصلاح قواعدهم السلطوية بما يتماشى مع القدرة الذاتية والدعم الدولي الذي حصلوا علية؛ فالعامان المفترضان لإنفاذ قرار مجلس الأمن 2803 يشكلان عاملاً حاسماً -إنْ أَحْسَنُوا عَمَلَهُم- لعودة الفلسطينيين إلى طاولة المجتمع الدولي وكي يكونوا في ركبه وليس خلفه.

في ظني، الاستفادة من الفرصة المتاحة في قرار مجلس الأمن؛ "لبورة مسار موثوق نحو تقرير المصير وقيام دولة فلسطينية" تتطلب الوصول إلى صيغة توافقية في إطار الدولة والتزاماتها بحيث يصبح الخلاف بين القوى الاجتماعية والأحزاب السياسية يقوم على السياسات الحكومية وليس على أهداف الدول والتزاماتها أولاً. وثانياً وضع خارطة إصلاح للنظام السياسي محددة ومعلنة يمكن قياس درجة التقدم فيها بوضوح، ومتفق عليها مع المجتمع الدولي عبر عرضها على مجلس الأمن بمساعدة جامعة الدول العربية وفرنسا وغيرها من الدول؛ من أجل خلق مؤسسات حكم فعّالة ومساءلة تتمتع بالشرعية الشعبية عبر الانتخابات الحرة والنزيه تدعم وجود دول المؤسسات وسيادة القانون والعدالة الاجتماعية.

وثالثاً تعزيز قدرة المجتمع الفلسطيني في الضفة والقطاع على الصمود عبر تطوير أدوات النضال الوطني "المقاومة الشعبية" القادرة على المواجهة والحفاظ على الإنسان والأرض؛ بحيث تصبح منهج حياة للفلسطينيين، وإنفاذها لو بالقوة لمنع الخروج عليها وذلك لضمان مشاركة شعبية أوسع وتوسيع التضامن الدولي وزيادة تكلفة الاحتلال.

أيها الفلسطينيون أين المفر؟ إسرائيل من أمامكم، وأمريكا من خلفكم، ما لكم إلا العمل والمثابرة والصبر وبذل العناية والحرص على تقويم المؤسسات السلطوية؛ لضمان الشرعية الشعبية والخلاص من الاحتلال، والانعتاق من الوصاية الامريكية القادمة، بتحويل خطر قرار مجلس الأمن 2803 إلى فرصة.