فتيان التلال... مليشيا الاستيطان الرسمي

2025-11-22 09:49:43

لوحظ أن المستوى السياسي في إسرائيل يبالغ في الاعتراض على ما يفعله فتيان التلال، الذين هم إفرازٌ طبيعي لظاهرة الاستيطان المصنوعة جملةً وتفصيلاً في مطابخ الدولة العبرية، وعلى يد صنّاع القرار والسياسة فيها.

حتى الصحافة الإسرائيلية تكتب وتنشر عشرات المقالات والتحليلات والدراسات، لإثبات ما تصفه بخطورة الظاهرة، ليس على ضحاياها الفلسطينيين، وإنما على إعاقة عمل الجيش وأجهزة الأمن في الضفة. مع أن ما يفعله الجيش من اجتياحاتٍ وتهجيرٍ وقتلٍ وتدمير، أفدح بكثير مما يفعل فتيان التلال، ومن يماثلهم من مليشيات الاستيطان المسلحة والتي تمارس أعمالها الاجرامية بحراسةٍ من قبل الجيش.

فكرة فتيان التلال التي توصف بأنها خارجة عن السيطرة، بينما هي ليست كذلك أمام قدرات الجيش الإسرائيلي، وبفعل حكومةٍ استيطانيةٍ صريحة، يتم استخدامها لاختزال قضية الاستيطان في مجموعاتٍ صغيرة، ليتجه الاهتمام الدولي المعارض جذرياً للاستيطان بكافة أشكاله، نحو هذه المجموعة الصغيرة بما يؤدي إليه ذلك من تعتيمٍ على الاستيطان الرسمي الأوسع الذي يُمارس بقراراتٍ حكومية وبتنفيذٍ مباشرٍ من الجيش المنتشر بكثافةٍ فوق جميع جغرافية الضفة.

إن فتيان التلال هم ظاهرةٌ انبثقت عن الاستيطان الرسمي، ولخدمة فكرة الضم التي تم تجميدها دون التخلي عنها، وليس صحيحاً أنها خارجةٌ عن السيطرة كما تدعي الحكومة إذ بها تجاول ذر الرماد في عيون العالم، لإبعاد التركيز الدولي عن الاستيطان الرسمي وغير الشرعي بإجماع العالم كله.

إن الاستيطان لا يصح تصنيفه كمعتدل أو متطرف، فهو كله غير شرعي من أول مستوطنةٍ حتى آخر مستوطنة، وهذا ما لا يزال العالم يتبناه كموقفٍ أخلاقيٍ وسياسيٍ.