"فيروس الهيربس": أعراضه، أسبابه، وطرق الوقاية… الطبيب سمير شماسنة يوضح

مع الانتشار الواسع للفيروسات خلال الفترة الحالية، يعود الحديث مجددًا عن فيروس الهيربس بأنواعه، وأثره على الصحة العامة، خصوصًا في ظل الخلط بينه وبين التهابات أخرى كالفطريات.

في هذا الإطار، قدّم طبيب الأسرة د. سمير شماسنة — في حديث خاص لـ"رايـــة" — شرحًا مفصلًا حول الفيروس، أعراضه، طرق انتقاله، مضاعفاته، وآليات العلاج والوقاية، مؤكدًا ضرورة تجنّب الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية.

وأوضح شماسنة أنه لا يوجد علاج يشفي من الهيربس بشكل تام، لكن الأدوية المتوفرة تساعد في السيطرة على الأعراض وتقليل التكرار وحدّة تأثير الفيروس.

وبيّن أن الهيربس هو عدوى جلدية تظهر على شكل تقرحات وبثور مؤلمة، وله نوعان:

الهيربس الفموي – HSV1: يصيب الفم والوجه ويسبّب تقرحات مؤلمة حول الشفاه.

الهيربس التناسلي – HSV2: يصيب الأعضاء التناسلية لدى الرجال والنساء.

وأشار إلى أن الفيروس قد يصيب العين أو الأصابع، وفي حالات نادرة الدماغ، لكنه لا يصيب الأرجل كما يعتقد البعض.

وحول التقرحات داخل الفم واللثة واللسان، أوضح أن أغلبها فطريات وليست هيربس، مشددًا على ضرورة الفحص السريري لمعرفة السبب.

وانتقل للحديث عن أعراض الهيربس الفموي، موضحًا أنها تبدأ بحكّة وتنميل حول الفم، يليها احمرار وتورّم وظهور بثور مملوءة بالماء حول الشفتين أو داخل الفم أو قرب الأنف أو الوجنتين. وتتحول البثور إلى تقرحات مؤلمة خاصة عند تناول الطعام الحار، الحامض، أو المالح.
وتستغرق الإصابة من 3 إلى 6 أسابيع لتُشفى تمامًا رغم استخدام العلاج.

وبيّن أن الهيربس قد يرافقه: ارتفاع حرارة، ألم عضلات، تعب، ضعف شهية، صداع، وتورّم الغدد اللمفاوية.

ثم أوضح أعراض الهيربس التناسلي: حكّة واحمرار في المنطقة المصابة، ألم في الساق أو الورك، بثور وتقرحات مؤلمة في المهبل أو العضو الذكري، وقد تكون أحيانًا داخل المهبل أو عنق الرحم وتحتاج إلى فحص داخلي. وقد ترافقها ألم عند البول.

وأكد أن الهيربس معدٍ وينتقل عبر اللمس أو المخالطة المباشرة، أما الهيربس التناسلي فينتقل عبر الاتصال الجنسي فقط، ويمكن أن ينتقل من الأم المصابة إلى الطفل أثناء الولادة.

وأضاف أن هناك حبوبًا أو بثورًا تظهر في نفس المكان لدى بعض الأشخاص، وقد تكون هيربس أو فطريات أو التهابات جلدية مثل حب الشباب، ولا يُعرف السبب إلا بالفحص.

وتحدّث عن عوامل الخطر:

النساء أكثر عرضة للإصابة.

ضعف المناعة (كمرضى الإيدز أو مرضى السرطان تحت العلاج).

العلاقات الجنسية غير الآمنة.

أما عن مضاعفات الهيربس، فذكر أبرزها:

الهيربس الوليدي الذي قد يصيب الجهاز العصبي عند الأطفال.

إصابة الأصابع بتقرحات مؤلمة.

إصابة القرنية وتشوش الرؤية وحساسية الضوء.

نادرًا ما يصيب الدماغ.

وأشار إلى أن التشخيص سريري أولًا، وأحيانًا تؤخذ عيّنة من السائل داخل البثور أو فحص دم للأجسام المضادّة، مع أن فحص الدم ليس دقيقًا دائمًا.