خاص | اللجنة الشعبية بجنين تحذّر من انهيار الوضع المعيشي والصحي
بعد مرور عشرة أشهر على عملية النزوح القسري من مخيم جنين، ما زالت أوضاع آلاف العائلات النازحة تتدهور بشكل يومي في ظل غياب الحلول وتفاقم الاحتياجات الأساسية مع بداية فصل الشتاء.
فرحة أبو الهيجاء، عضو اللجنة الشعبية لخدمات مخيم جنين، وصفت خلال حديثها الحالة الإنسانية في أماكن النزوح بأنها "الأصعب منذ عقود"، مشيرةً إلى أن العائلات ما تزال تعيش "ألمًا يوميًا وذكريات من فقدوا بيوتهم وجيرانهم وتاريخهم".
وتشير أبو الهيجاء في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية إلى أن عددًا كبيرًا من العائلات يعيش اليوم بلا أسقف صالحة، وبلا فرش أو ملابس شتوية، في وقت يحتاج فيه الأطفال والمسنون إلى تدفئة وغطاء وطعام ودواء.
وتوضح أن "مئات من الصوبات والحرامات التي تصل من المتضامنين لا تكفي أمام 17 ألف نازح"، مؤكدة أن حجم الكارثة يفوق قدرات المؤسسات الأهلية والدولية العاملة في المنطقة.
أزمة إسكان مستمرة وتهديدات بالطرد
وحول ملف السكنات، تؤكد أبو الهيجاء أن الأزمة ما تزال قائمة، وأن الكثير من العائلات مهددة بالخروج من مساكنها المؤقتة بسبب عدم القدرة على دفع الإيجارات.
وأضافت: "الحكومة تكفلت بجزء من المبالغ، لكن هناك عائلات لم تتلقَّ أي دعم حتى الآن، والإيجارات أصبحت عبئًا ثقيلًا على من فقدوا أعمالهم ومصادر دخلهم".
تدهور صحي خطير ونقص في الأدوية
على الصعيد الصحي، قالت أبو الهيجاء إن تداعيات تقليص خدمات وكالة الغوث وتراجع إمكانيات القطاع الحكومي والأهلي خلقت أزمة خانقة.
وأضافت: "من لا يدفع لا يُعالج. الأدوية غير متوفرة، والتحويلات صعبة، وحتى العمليات الجراحية أصبحت محدودة جدًا".
وأشارت إلى أن مستلزمات العلاج الأساسية مفقودة، مما يهدد الوضع الصحي للمرضى، خصوصًا الأطفال والمسنين.
تعليم متعثر وخسارة للمشاريع الصغيرة
وتطرقّت أبو الهيجاء إلى الصعوبات التعليمية التي يواجهها الأطفال، حيث لا يستطيع عدد كبير منهم الوصول إلى المدارس رغم توفير وسائل النقل من اللجنة الشعبية، وذلك بسبب الظروف المعيشية وغياب المقومات الأساسية.
كما تحدثت عن فقدان الكثير من النساء والشباب مشاريعهم الصغيرة التي كانت مصدر رزقهم، بعد أن دُمّر جزء واسع من البنية الاقتصادية داخل مخيم جنين.
دعوات شعبية للتضامن وتنظيم حملات دعم
وفي ظل هذه الظروف المعقدة، دعت أبو الهيجاء المؤسسات والأهالي في جميع المحافظات إلى التكاتف والتعاون، مؤكدة أن "شعبنا بخير، والناس لديها الرغبة بالعطاء، ولكن الأمر يحتاج إلى تنظيم وجهات واضحة للتبرع".
وأشارت إلى أن التضامن الحقيقي هو تواصل الناس مباشرة مع العائلات النازحة، وزيارتهم والاستماع إلى معاناتهم، وليس فقط إرسال المساعدات من بعيد.
العودة إلى المخيم… حلم لا يغيب
ورغم حجم المأساة، تؤكد أبو الهيجاء أن العائلات النازحة لا تزال متمسكة بحلم العودة إلى مخيم جنين، وتعتبر ذلك الهدف الأول والأساسي.
وختمت بالقول: "نحن بحاجة إلى موقف وطني موحد للضغط من أجل عودة الناس إلى منازلهم. المساعدات مهمة، لكن الحل الحقيقي هو عودة النازحين إلى بيوتهم، فهذا حقهم وكرامتهم ومستقبلهم".