لم تنته الحرب ... لكن الجميع قرر ان لا يحارب
تقوم نظرية بقاء حكومة اليمين التي يترأسها نتانياهو على مواصلة الحرب على كل الجبهات وعدم التوقف ، حتى لو اضطرت هي لافتعال ذرائع لمواصلتها . بينما ترفع جميع القوى والحكومات والبرلمانات في العالم شعار وقف الحرب كشعار ثابت ومبني على تقديرات بان ما يحدث ليس حربا بشعة فقط وانما هو جرائم إبادة وتدمير مدن وقرى وبلدات ومخيمات تقود الى عقوبات جماعية ضد العرب وان هذا التدمير كله يتواصل بأسلحة أمريكية وغربية .
وهل تؤدي الاف الخروقات الإسرائيلية لوقف اطلاق النار على جميع الجبهات السورية واللبنانية والفلسطينية وعلى اليمن الى أي تغيير في النتيجة الراهنة ؟ الإجابة بالنفي لان كل ما يحدث بعد اول وقف لإطلاق النار في شهر مايو 2024 كان مجرد اعمال انتقامية وتدميرية لا تؤدي الى نتيجة مختلفة . بل ان استخدام القوة المفرطة من جانب إسرائيل لا يغير في المعادلات الدولية والقانونية والداخلية بقدر ما تؤجل انفجار الازمات الداخلية الإسرائيلية في وجه نتانياهو .
استراتيجيا قرر نتانياهو الاستثمار في الحاضر ، وقرر الاخرون ومن بينهم ترامب الاستثمار في المستقبل .
ولقد اصبح بديهيا لدى الجميع ان هذا الصراع ، مرير وطويل ودموي تجاوز عمره مئة عام ، ولا يمكن حله بالحروب والقتل والتدمير . وكل طرف له مقومات استمرار بقائه لأطول فترة ممكنة .
والمرحلة الثانية من اتفاقات وقف اطلاق النار تعتبر امتحانا شديدا لجميع القيادات من جميع الأطراف .
ان الانتقال للمرحلة الثانية هو الامتحان الحقيقي لزعماء المنطقة ، وان المرحلة الثانية هي المستقبل الحقيقي لكل شعوب المنطقة .