تقرير: ترامب لا يتقدم بخطته في غزة ويسمح لإسرائيل بمواصلة غاراتها
فشلت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حتى الآن، في التقدم بخطتها لوقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى مرحلتها الثانية، بعد أن كان ترامب قد شارك إسرائيل في حربها ضد إيران، ومارس ضغوطا على رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، وحركة حماس صفقة تبادل الأسرى كمرحلة أولى من خطته لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب التي ترفض إسرائيل الالتزام بها.
وباتت إسرائيل "مقيدة أقل في عملياتها في غزة، منذ استعادة المخطوفين الأحياء. وفيما تمنعها الولايات المتحدة حاليا من العودة إلى حرب كاملة، لكن يظهر بوضوح أن إدارة ترامب تسمح لإسرائيل باستهداف" غزيين بادعاء أنها "محاولات من جانب مسلحي حماس لتجاوز الخط الأصفر إلى داخل المنطقة الشرقية لقطاع غزة الذي تسيطر إسرائيل عليه"، بحسب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الجمعة.
واعتبر هرئيل أنه "ما زال مبكرا وصف ترامب بأنه شخص لا يمكن الاعتماد عليه بالنسبة لإسرائيل. لكن ما يظهر بوضوح هو التناقض بين قدرة الإدارة الأميركية الحالية على إنفاذ خطتها وبين قدرتها على تخطيط بعيد المدى. وهذا ملموس في غزة مثلما هو ملموس في أوكرانيا، وسيؤثر سلبا في المستقبل على الخطوات المقبلة لدفع خطة ترامب طويلة المدى في الشرق الأوسط قدما".
ولا يزال الجيش الإسرائيلي يحاصر العشرات من مقاتلي حماس في منطقتي أنفاق في رفح وخانيونس، وتدور اشتباكات مسلحة هناك بشكل يومي.
وأشار هرئيل إلى أن "المفاوضات متجمدة حول التقدم في خطة ترامب، ويصعب رؤية كيفية الانتقال إلى تطبيق المراحل المقبلة للخطة، فيما حماس تحاول التهرب من إلقاء سلاحها وإسرائيل ترفض الانسحاب من الخط الأصفر داخل القطاع".
وبحسبه، فإن إدارة ترامب كانت تريد تنفيذ انتشار قوة الاستقرار الدولية في القطاع حتى نهاية العام الحالي، لكن "حاليا لم ينفذ الإندونيسيون اعهدهم بإرسال حوالي 20 ألف جندي، ودول الخليج لم تتطوع بعد لتمويل عمليات القوة الدولية، وجميع الدول الضالعة ليست مستعدة للمخاطرة بإرسال عناصرها إلى ’غزة القديمة’، أي نصف القطاع الذي تسيطر عليه حماس".
وادعى هرئيل أن "لهذا الجمود، طالما أنه لا يستبدل بهجوم إسرائيلي جديد، عاقبتان. يوجد وقت لحماس كي تبني مجددا قوتها العسكرية الضئيلة، وسكان غزة لا يشعرون بتغيير حقيقي في ظروف حياتهم، باستثناء انخفاض عدد المستهدفين".
واعتبر أنه من أجل الخروج من هذا الوضع، "ثمة ضرورة لتدخل ترامب شخصيا من جديد، وهذا لا يتم حاليا. ومبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، منشغل بالأزمة في أوكرانيا ويتعرض لانتقادات من جانب وسائل الإعلام والحزب الديمقراطي، في أعقاب الكشف عن علاقاته الملتوية مع الروس".
وأضاف هرئيل أن "الأميركيين علقوا آمالا معينة لإنجاز سياسي على ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي زار واشنطن في الأسبوع الماضي. لكن يبدو الآن أن السعوديين ليسوا مستعدين لدفع تطبيع علاقات مع إسرائيل من دون تقدم في غزة. وهذا لا يحدث".